بحث حول الأسبرين

يُعد الأسبرين (Aspirin) أحد الأدوية التي تُستخدم عالميًا بشكل شائع جدًا لعلاج العديد من الحالات، ويندرج تحت فئة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAID)، حيث أنَّه أول نوع تم اكتشافه في هذه المجموعة، ويحتوي الأسبرين على المادة الفعَّالة المعروفة باسم حمض الأسيتيل ساليسيليك (Acetylsalicylic acid).
كان الأشخاص في العصور القديمة يستخدمون نبات الصفصاف لعلاج الحمى وتسكين الآلام، وفيما بعد تم اكتشاف المركب المسؤول عن الخصائص العلاجية الفعَّالة التي يُحققها نبات الصفصاف والتي منها تم استخراج المادة المسمية بالساليسين والتي يُصنع منها الأسبرين، حيث قام العديد من العلماء بعد ذلك بتطوير هذا المركب الأولي للوصول إلى حمض الساليسالك كمادة فعَّالة لدواء الأسبرين.
في العادة يُصرف الأسبرين بدون وصفة طبية، ولكن في بعض الأحيان يجب استشارة الطبيب واستعمال وصفة طبية لصرفه خاصةً في الحالات التي تستدعي تناول جرع مرتفعة منه مثل حالات تسكين الألم، وينبغي إخبارالطبيب بجميع الحالات المرضية بالإضافة إلى الأدوية والأطعمة والمكملات الغذائية التي يتم تناولها تجنبًا لحدوث تداخلات بينهم، ولتحديد الجرعة والوقت المُناسب لتناولها.
ويُستخدم الأسبرين بشكل شائع جدًا للحالتين الآتيتين:
عند تعرض الشخص للإصابة أو العدوى، يقوم الجسم بتصنيع مادة تسمى بروستاغلاندين كرد فعل طبيعي من الجسم لمقاومة هذه الإصابة، ويسبب البروستاغلاندين التورم والحمى، كما ويقوم بإرسال إشارات الألم للدماغ، لذا تعتمد آلية عمل الأسبرين في تسكين الآلام وخفض درجة حرارة الجسم على إيقاف تصنيع هذه المادة.
بالرغم من الاعتماد الكبير عليه سابقًا لفوائده العديدة، لكن بسبب أعراضه الجانبية الكثيرة والخطيرة أحيانًا وتوفر أدوية جديدة أفضل منه وأكثر أمانًا فقد قل استخدامه كمسكن للآلام وخافض للحرارة في أيامنا هذه.
يُفيد استخدام جرعة منخفضة من الأسبرين في علاج أو الوقاية من التجلطات؛ إذ يعمل الأسبرين في هذه الحالة كمضاد لتراكم الصفائح (Antiplatelet) في الأوعية الدموية حتى لا تتشكل الجلطات مُسببةً أمراضًا خطيرة كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويعتبر هذا من أكثر استخدامات الأسبرين شيوعًا.
يتراوح معدل جرعة الأسبرين اليومية من 50 – 6000 ملغم في العادة ولكن في حال استخدامه لتسكين الألم يجب أن لا تتعدى الجرعة 4000 ملغم، ويعتمد اختيار الجرعة المناسبة على نوع الحالة المُراد علاجها، وبالتالي فلا بدَّ من استشارة الطبيب أو الصيدلي حول الجرعة الآمنة حتى وإن أُخذ الدواء دون وصفة طبية، وتتضمن جرعات الأسبرين المحتملة الآتي:
يُفضَّل اللجوء إلى مقدم الرعاية الصحية واستشارته حول الجرعة المناسبة للمصاب، ولكن بشكل عام تتضمن الجرعات الموصى بها من الأسبرين للبالغين للتخفيف من الآلام والحمى الآتي:
300 – 650 ملغم كل 4 – 6 ساعات وفقًا للحاجة، على ألَّا تتعدى الجرعة القصوى 4000 ملغم خلال 24 ساعة كما ذكرنا سابقًا.
600 – 900 ملغم (تحميلتين إلى 3 تحاميل) كل 4 ساعات وفقًا للحاجة، على ألَّا تتعدى الجرعة القصوى 3600 ملغم (12 تحميلة) خلال 24 ساعة.
تختلف جرعة الأسبرين التي يتم وصفها لمنع تراكم الصفيحات الدموية وفقًا للحالات المرضية التي يُعاني منها المصاب والمُراد علاجها، فمثلًا يُوصى بتناول 75 – 100 ملغم في اليوم الواحد للوقاية من تراكم الصفيحات الدموية عند المصابين باحتشاء عضلة القلب، أمّا الأشخاص المصابين بالسكتات الدماغية فيوصى بتناول 50 – 325 ملغم في اليوم الواحد؛ للوقاية من تكرار حدوثها.
ويجدر بالذكر أنه يجب الإلتزام بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب المختص حيث أنَّ في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى زيادة الجرعة أو تقليلها وفقًا لما يراه مناسبًا.
يُحدد الطبيب إمكانية استخدام الأسبرين من عدمه ولكن يُمنع تناوله في حال الحساسية منه أو من أحد مكوناته، ولكن يُنصح بالحذر عند استخدامه في الحالات الآتية:
ينبغي تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال لعلاج الحمى أو تخفيف الآلام إلَّا بعد استشارة الطبيب، خاصةً إذا كان الطفل مُصابًا بفيروس جدري الماء أو الإنفلونزا أو تعافى منها في وقتٍ سابق؛ لارتفاع خطر إصابتهم بمتلازمة راي (Reye’s syndrome)، وهي حالة نادرة الحدوث وخطيرة، تُصيب الكبد والمخ مُسببة انتفاخهما.
ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام الأسبرين من قِبل المرأة الحامل، إذ إنَّ تناول الحامل لجرعات عالية أو منتظمة من الأسبرين قد تزيد من خطر تعرض الأم والطفل للعديد من المضاعفات خاصة إذا تم تناوله في الثلث الأخير من الحمل (3 أشهر الأخيرة).
ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام الأسبرين من قِبل الأم المُرضع، ولكن يُفضَّل تجنب تناوله أثناء الرضاعة؛ لأنَّ كمية ضئيلة منه قد تفرز في حليب الثدي وتُسبب أضرارًا للطفل.
لم يَثبت وجود أي تأثيرات أو تحذيرات خاصة عند القيادة أو استخدام الآلات الثقيلة بعد تناول الأسبرين.
إنَّ الالتزام بالتوجيهات المرافقة لاستخدام الدواء تحمي المصاب من أي مخاطر أو مضاعفات محتملة، ومن المحاذير العامة التي ينبغي الالتزام بها أثناء استخدامه الاتي:
إنَّ الالتزام بتخزين الدواء وحفظه بالطريقة الصحيحة يقلل من فرصة تعرضه للتلف، وتتضمن أهم معايير حفظ دواء الأسبرين الآتي:
يُسبب عادةً تناول الأسبرين آثار جانبية شائعة غير مقلقة وقد تزول بعد فترة وجيزة من تناول الدواء، ولكن يُمكن أن تظهر آثار جانبية خطيرة تستدعي زيارة الطبيب أو الاتصال بالطوارئ، حيث يُوصى بمراقبة المصاب ومتابعته عند البدء بتناول الدواء للبقاء في الجانب الآمن، و تتضمن الآثار الجانبية للأسبرين الآتي:
يُمكن أن يُسبب تناول الأسبرين بعض من الآثار الجانبية شائعة الحدوث، منها الآتي:
يُمكن أن يرافق تناول الأسبرين بعض الآثار الجانبية نادرة الحدوث، ومنها:
إنَّ ظهور آثار جانبية غير اعتيادية أو خطيرة مؤشر يستدعي الذهاب إلى الطبيب بشكل فوري، حيث تتضمن هذه الآثار الآتي:
ينبغي على المصاب إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات العشبية والفيتامينات والأطعمة والمشروبات التي يتناولها، حيث يُمكن أن يتداخل تناول الأسبرين مع أحدها، وبالتالي قد يستدعي ذلك تغيير مواعيد بعض الجرعات أو وضع المصاب تحت المراقبة لتقييم الآثار الجانبية ودرجة شدتها، وتتضمن التداخلات الدوائية المحتملة الآتي:
يعد الأسبرين من أهم اكتشافات العصر الحالي في علم الأدوية وذلك لما يملكه من استخدامات وفوائد عديدة أهمها تسكين آلام الجسم ومنع تشكل الجلطات، وبالرغم من ذلك يجب الحذر دائمًا عند استخدامه دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني خصوصًا لدى الأطفال وفي حالات الحمل، لأنه قد يُسبب العديد من الأعراض الجانبية والتي قد يستعدي بعضها اللجوء إلى الطبيب، بالإضافة إلى تداخله مع العديد من الأدوية الأخرى.