يبدأ الحمل عند التقاء الحيوان المنويّ بالبويضة، فتسمّى هذه المرحلة بتلقيح البويضة أو تخصيبها (Fertilization)، وينتج عنها تكّون بويضة مخصّبة،وفي الحقيقة لا توجد أيّة أعراض واضحة يرتبط ظهورها بحدوث الإخصاب، وما تعاني منه المرأة من أعراض وعلامات يحدث غالبًا بعد عملية الانغراس (Implantation) التي تنغرس فيها البويضة المخصبة في جدار الرحم.
تنغرس البويضة المخصّبة في الرحم، مسببة تهيجًا فيه، وذرفًا بسيطًا لجزء من بطانته، وهذا بالضبطِ ما يسبب نزف الانغراس (Implantation bleeding)، والذي يعدّ علامةً لتخصيب البويضةِ وحدوث الحمل، وغالبًا ما يتصف بالآتي:
إن انغراس البويضة المخصّبة يسبب تغيرًا سريعًا في نسب الهرمونات، مما قد يؤدي إلى تقلصاتٍ في البطن، لكن الأمر لا يلاحظ لدى جميع الحواملِ، وفي حال حدوث هذه التقلصات؛ فإنها توصف بكونها خفيفة عند مقارنتها بتقلّصات الدورة الشهرية، وقد تتزامن مع الشعور بألم أسفل الظهر.
تتغيّر خصائص المخاطِ في عنقِ الرحم باستمرارٍ بسبب تأثير عوامل عديدة، ولهذا لا يمكن اعتمادها كأحد مؤشرات حدوث الحمل، إذ يمكن أن يمتلك المخاط صفات مختلفةً وفقًا لتغيّر الهرموناتِ، أو الإجهاد، أو انغراس البويضة المخصّبة؛ وبشكل عامّ يمكن بيان الاختلافاتِ في الإفرازات المهبليّة وفقًا لمراحل الحمل كما يأتي:
يوصف المخاط بكونهِ صافيًا وزلقًا، إذ يشبه قوامه بياض البيض.
يصبح المخاط أكثر سماكةً، ولزوجةً، كما قد يبقى صافيًا أو يصبح أبيض اللونِ.
ترتفع نسب هرمونيّ البروجيسترون (Progesterone) والإستروجين (Estrogen)، ويؤثر هذا الارتفاع بدورهِ في خصائص المخاطِ داخل عنق الرحم؛ ليصبح المخاط سميكًا وغزيرًا، وذا لونٍ أبيض أو أصفر.
يهيئ هرمون البروجستيرون بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة، حيث تزداد نسبة هرمون البروجيستيرون عند انغراس البويضة؛ للحفاظ على استدامة الحمل، ولكنّ من جهة أخرى فإن تلك الزيادة المفاجئة في نسبة هرمون البروجيستيرون تبطئ من عمليّة الهضم، وهذا ما يؤدي لتجمّع الغازات في الأمعاء، لذلك قد تشعر المرأة الحامل بانتفاخ البطن.
غالبًا ما تلاحظ المرأة حساسيّة الثدي للمس جرّاء التغيرات الهرمونيّة التي تحدث أثناء عملية الإباضة أو في الفترة السابقة للحيض، إلا أن حساسيّة الثدي للمس قد تكون أيضًا من العلامات المبكرة لحدوث الحمل؛ حيث تحدث بعد 1-2 أسبوع من تلقيح البويضة، وتستمّر عدّة أسابيع، مع ملاحظة تضخم الثديين، والشعور بالوخز أو الحكة.
عادة ما يشير الغثيان الصباحي إلى حدوث الحمل، وبالرغم من أنّ سبب حدوث الغثيان خلال الحمل غير واضح تمامًا، إلا أنّ الأمر ينسب في الغالب إلى التأثيرات الناجمة عن التغيّرات الهرمونيّة، لا سيّما أنّ هذا التأثير يلاحظ بعد مرورٍ شهر على بدءِ الحمل، أي بعد تخصيب البويضة بوقتٍ، و يوصى باستشارة الطبيب إن كان غثيان الصباح شديدًا أو مرتبطًا بحدوث التقيؤ.
يعدّ تقلب مزاج المرأة خلال الحمل أمرًا طبيعيًا؛ لا سيّما مع استمرار التغيّرات الهرمونية طول فترة الحمل، بما في ذلك مرحلة تخصيب البويضة، وهنا تجدر الإشارة لضرورة استشارة الطبيب إن ارتبط تقلّب المزاج بالقلق، أو الاكتئاب، أو ورود أفكار بإيذاء النفس.
بعد تخصيب البويضة مباشرةً؛ فإن الجسم ينتج هرموناتٍ توقف الإباضة، وتهيئ الرحم لحدوث الحمل، وهذا ما يقتضي غياب الدورة الشهرية، وعودتها مرة أخرى بعد الولادة، لكن وبالرغم من أنّ توقف الدورة الشهرية يعدّ العلامة الأوضح لحدوث الحمل، إلا أنّ بعض الأسباب الأخرى قد تسبب غيابها، مثل:
قد يرافق انغراس البويضة المخصّبة حدوث انخفاضٍ لدرجة حرارة الجسم الأساسيّة؛ وذلك لمدّة يومٍ واحد، وبمعدّل بضعة أعشار فقط؛ فمثلًا تنخفض حرارة المرأة الحامل من 36.6 إلى 36.4 درجة مئويّة، وقد يعدّ الأمر إجابة لسؤال كيف تشعر المرأة عند تلقيح البويضة.
قد يعد الصداع إحدى علامات تخصيب البويضة وحدوث الحمل؛ إذ تزداد احتمالية الشعور بصداع التوتر خلال الحمل نتيجة الارتفاع الكبير في مستوى الهرمونات والزيادة في حجم الدم عند الحامل.
لا يرتبط تلقيح أو تخصيب البويضة بأعراض محددة؛ بل إن الأعراض قد تظهر بعد انغراس البويضة في الرحم، وعندئذٍ قد تظهر علامات نجاح تخصيب البويضة، والتي تتمثّل بملاحظة دمّ الانغراس، أو الصداع، أو تغيّرات الثدي، أو انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسيّة، إذ غالبًا ما تحدث هذه الأعراض جرّاء التغير الهرمونيّ، وهنا يوصى باستشارة الطبيب المختصّ، للتأكد من حدوث الحملِ وسلامته.