علامات بناء فعل الأمر

يعدّ فعل الأمر أحد أقسام الأفعال الثلاثة في اللغة العربية المتأثرة بتقسيم الزمن، ويُعرّف بأنّه: ما دلّ على حدث يطلب حصوله بعد زمان التكلّم، فخرج بهذا التعريف المضارع والماضي؛ لأنّهما لا يدلَّان على حدث يُطلب حصوله، كما أنّ المضارع متعلّق بالحاضر، والماضي متعلّق بما فات من أحداث وانقطع، وللفعل الماضي عدّة صيغ تدلّ عليه أهمّها صيغة (افعل)، وهي الصيغة الأصليّة والأكثر استعمالًا.
ويكون فعل الأمر مبنيًّا دائمًا وهو الأصل فيه، ولا يكون معرَبًا بأيّ حال من الأحوال، ولبناء فعل الأمر علامات أربعة، وهي:
يُعدّ السكون علامة بناء فعل الأمر الأصليّة، ويبنى فعل الأمر على السكون في حالتين:
يُبنى فعل الأمر على الفتح إذا اتّصل بنون التوكيد الثقيلة (نَّ)، أو نون التوكيد الخفيفة (نْ)، ومثال ذلك قولنا: (يا محمّد ادرسَنْ الكتابَ)، ففعل الأمر (ادرسَ) قد بني على الفتح؛ لأنّه اتّصل بنون التوكيد الخفيفة (نْ)، ولو قلنا: (احفظَنَّ القصيدةَ)، ففعل الأمر (احفظَ) مبنيّ على الفتح؛ لأنّه اتّصل بنون التوكيد الثقيلة (نَّ)، ويعرب الفعل (ادرسَنْ): فعل أمرٍ مبنيّ على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، ونون التوكيد الخفيفة: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت، ويعرب الفعل (احفظَنَّ): فعل أمرٍ مبنيّ على الفتح؛ لاتّصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الثقيلة: حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
يُبنى فعل الأمر على حذف حرف العلة من آخره إذا كان معتلّ الآخر، وحروف العلة يُقصد بها الألف والواو والياء، ويكون البناء على النحو الآتي:
يُبنى فعل الأمر على حذف الألف من آخره، ومثال ذلك قولنا: (اسعَ إلى فعل الخير)، ففي هذا المثال بني فعل الأمر على حذف حرف العلة (الألف) إذ إنّ الأصل المفترض في الفعل هو (اسعى) بدليل مضارعه (يسعى)، وبقيت الفتحة لتدلّ على الألف المحذوفة، ويعرب الفعل (اسعَ) الوارد في الجملة على النحو الآتي: فعل أمرٍ مبنيّ على حذف حرف العلّة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
يبنى فعل الأمر على حذف الياء من آخره، ومثال ذلك قولنا: (اسقِ الأشجارَ)، ففي هذا المثال بُني فعل الأمر على حذف حرف العلة (الياء)، إذ إنّ الأصل المفترض في الفعل هو (اسقي) بدليل مضارعه (يسقي)، وبقيت الكسرة في الفعل لتدلّ على الياء المحذوفة، ويعرب الفعل (اسقِ) الوارد في الجملة على النحو الآتي: فعل أمرٍ مبنيّ على حذف حرف العلّة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
يبنى فعل الأمر على حذف الواو من آخره، ومثال ذلك قولنا: (ادعُ إلى الله بالخلق الحسن)، ففي هذا المثال بني فعل الأمر على حذف حرف العلّة (الواو)، إذ إنّ الأصل المفترض في الفعل هو (ادعو) بدليل مضارعه (يدعو)، وبقيت الكسرة في الفعل لتدلّ على الواو المحذوفة، ويُعرب الفعل (ادعُ) الوارد في الجملة على النحو الآتي: فعل أمرٍ مبني على حذف حرف العلّة من آخره، والفاعل ضمير متّصل وجوبًا تقديره أنت.
يُبنى فعلُ الأمرِ على حذف النون من آخره؛ لأنّه من الأفعال الخمسة على النحو الذي قُرّر في أصل اشتقاقه، وذلك أنّ فعل الأمر قد اشتق من الفعل المضارع، وتلحق واوُ الجماعة الألفَ الفارقة للتفريق بين واو الجمع اللاحقة للأسماء، وواو الجماعة اللاحقة للأفعال، كما تكون للفرق بين الأفعال معتلّة الواو، والأفعال المسندة إلى واو الجماعة، وتكون حالات البناء على حذف النون على النحو الآتي:
وينصّ بعض العلماء على قاعدة تجمع حالات إعراب فعل الأمر الأربعة، وهي: يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه، إلّا أنّ هذه القاعدة ليست مطردة كما يظهر ؛ لأن الفعل المضارع لا يصح جزمه إذا اتّصل بأحد النونات الثلاثة اتّصالًا مباشرًا (نون التوكيد الخفيفة، نون التوكيد الثقيلة، نون النسوة) ، ومن الأمثلة على هذه القاعدة:
يمكن للطالب متعلم اللغة العربية أن يتقن فعل الأمر ضبطًا وفهمًا وإعرابًا بممارسة تمارين عليه، وفيما يأتي نموذج لتدريبين.
وختامًا فإن فعل الأمر يُبنى على أربع علامات هي السكون والفتح وحذف النون وحذف حرف العلة، والأصل فيه أن يكون مبنيًا على السكون، إلا أنه يتأثر بما يتصل به، وكذلك فإن حالاته في البناء تشابه حالات الفعل المضارع في الجزم.