تعريف رياضة الجمباز

رياضة الجمباز (بالإنجليزية: Gymnastics) هي نشاط بدني ممتع يمثّل الأساس لجميع الرياضات تقريبًا، ويُعلّم المشاركين كيفية الحركة والقفز واللّف والتأرجح وغيرها من حركات الجسم المرنة، تُسهم هذه الرياضة بشكلٍ فريد في تحسين اللياقة العامة للجسم، والتنسيق والقوة والقدرة على التوازن وخفة الحركة وسرعتها، ويمكن أن يقوم بها الأشخاص من جميع الأعمار، وأصبحت أغلب النوادي الرياضية تحتوي على رياضة الجمباز، وتتم ممارستها إمّا كرياضة تنافسية أو لتحسين قوة الجسم ومرونته.
نشأت رياضة الجمباز في الحضارة اليونانية المبكّرة لتحسين اللياقة البدنية، وتضمّنت الجري والسباحة والمصارعة ورفع الأثقال وغيرها، وشارك فيها كل من الرجال والنساء، وقد قام الرومان بتطويرها بعد غزو اليونان واستخدموا الصالات الرياضية للتدريب عليها، ولكن عادت للتراجع فيما بعد، وفي عام 1774م عادت للظهور على يد يوهان برنارد الذي بدأ بتحديث رياضة الجمباز نوعًا ما، وفي عام 1811م تم افتتاح مدرسة بان في برلين بألمانيا لتعليم هذه الرياضة، وتم تدريسها فيما بعد في العديد من الجامعات الأمريكية على يد الدكتور دودلي ألين.
شهدت رياضة الجمباز انتعاشًا جديدًا وقفزة كبيرة في أوائل القرن التاسع عشر، وذلك عندما قام الطبيب الألماني فريدريش لودفيج جان (Friedrich Ludwig Jahn) بتطوير التمارين الرياضية للشباب، كاستخدام القضيب الأفقي والموازي وعارضة التوازن والسلّم وحصان القفز، وبالتالي يمكن اعتبار فريدريش لودفيج جان مؤسّس الجمباز الحديث.
وقد اعتُمِدت الجمباز كرياضة وحصلت على مكان في الألعاب الأولمبية الصيفية الأولى في عام 1896م، ومنذ ذلك الحين أصبحت رياضة أولمبية، وفي عام 1954م وضعت اللجنة الأولمبية الدولية مجموعة من القواعد فيما يخصّ جميع مسابقات الجمباز المنظّمة.
هناك 6 أشكال مختلفة لرياضة الجمباز، يُمكن تفصيلها على الشكل الآتي:
يعدّ الجمباز الفني (Artistic Gymnastics) جزءًا من الألعاب الأولومبية منذ اعتماد الجمباز كرياضة مستقلّة، وكان بدايةً يتضمّن مشتركين من الرجال فقط، ولكن فيما بعد تم تضمين النساء فيه أيضًا، يتنافس لاعبو الجمباز الفني في 6 مسابقات؛ وهي الأرضية، وحصان الحلق، والحلقات، والقبو، والقضبان المتوازية والقضيب الأفقي، ويتم التنافس فيها على الألقاب الفردية والجماعية، وفي الواقع تقدّم كل قطعة من الأجهزة السابقة متطلّبات فريدة للاعبين، وتختبر قوتهم وخفة حركتهم وسرعتهم وقدرتهم على التحمّل والتوازن.
ويُعرف الجمباز الإيقاعي (Rhythmic Gymnastics) أيضًا باسم الجمباز الإيقاعي الحديث، ويتم فيه أداء التمارين الجسدية المنتظمة بمساعدة بعض الأجهزة اليدوية، مثل الأطواق والحلقات والحبال والكرات والشرائط، ويرتبط هذا الشكل من الجمباز بالجمباز الفني للنساء ارتباطًا وثيقًا، وتقام بطولات الجمباز الإيقاعي مرتين في السنة في الدول المضيفة منذ عام 1963م، وفي الواقع يعدّ الفن في أداء الجمباز الإيقاعي -أي إيماءات الوجه وانسيابية الحركة- أكثر أهميةً من الحركات البهلوانية.
الجمباز الأرضي (Floor Gymnastics)، ويقوم فيه اللاعبون بأداء الحركات على أرض مساحتها 12 مترًا، وتكون مغطاة بنوع معيّن من القماش أو الحصير وبعض الوسادات، ولا يُستخدم فيه أي نوع من الأجهزة أو الأدوات، ويكون التمرين عبارة عن سلسلة من الحركات التي تجمع بين عناصر المرونة والقوّة والقفز والقدرة على التوازن والحفاظ على الوضعيّات، كما يجب أن يتم أداء الجمباز الأرضي كلّه بإيقاع وتناغم منتظم، عن طريق استخدام اللاعب جزءاً كبيرًا من المنطقة المخصّصة له والتحرّك في اتجاهات مختلفة.
يعدّ الجمباز البهلواني (Acrobatic Gymnastics) نظاماً حديثاً وفنياً، ويقوم على تحلّي لاعبي الفريق الواحد بقدر كبير من الشجاعة والثقة بين بعضهم البعض، ويتم تقديمه بشكل متناغم مع الموسيقى على سطح أرضية نوابض قياسها 12 * 12 مترًا، ويكون الفريق مكوّنًا من عدد من اللاعبين، ويتم اختيار المشاركين فيه وفقًا للصفات الجسدية والنفسية المطلوبة للجمباز، كما يجب أن يتمتّع كل منهم بقدرٍ عالٍ من القوّة وخفة الحركة والمرونة والتوازن والمهارات البهلوانية، ويتم فيه القيام بتوازنات وشقلبات ملتوية ومعقّدة.
يقوم جمباز النط (Gymnastics Jumps) على القيام بحركات مرنة أثناء القفز، ويتم النظر في هذا الشكل إلى طول ارتفاع اللاعب عند القفز وقدرته على التحكّم بذراعيه وقدميه أثناء القفزة بأكملها وأنّه قادر على الهبوط بشكل ثابت وصحيح ودون اهتزاز، ويقوم جمباز النط على دفع الذراعين مباشرةً من الكتفين ما لم تتطلّب الحركة أن يكون الذراعان في وضع معيّن بالتحديد، ويُسهم ذلك في تحقيق التوازن والقفز والهبوط بثبات.
تجمع رياضة جمباز الأيروبيكس (Aerobic Gymnastics) أو الجمباز الهوائي بين مهارات الجمباز بشكلٍ عام والرقص فتتشكّل رياضة ممتعة وحيوية وسريعة الوتيرة، وفيها يؤدي لاعبو جمباز الأيروبيكس حركات عالية مستمرّة ومكثّفة مستخدمين مرونة أجسادهم وخفّة حركتهم، ويمكن أداء هذه الرياضة كلاعب واحد أو ضمن فريق يشمل عدداً من اللاعبين.
هناك عدد من القوانين التي يجب على لاعبي الجمباز الالتزام بها عند ممارستهم لهذه الرياضة، وهي كالآتي:
فقد تقلل رياضة الجمباز من خطر الإصابة ببعض الأمراض كالربو والسمنة وأمراض القلب والسكّري، إذ تشجع هذه الرياضة على اتّباع نظام غذائي صحيّ ونمط حياة متوازن مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ويمكن أن تقلّل أيضًا من خطر الإصابة بهشاشة العظام في وقتٍ لاحق من الحياة.
إذ تزداد مرونة العضلات وتتعزّز قدرة الشخص على أداء حركات الجمباز بشكلٍ كبير، الأمر الذي يقلّل من خطر إجهاد العضلات أو تمزقها ممّا يساعد على القيام بالأنشطة والمهام اليومية، وبالنسبة للاعبي الجمباز التنافسي، فهي تحسّن قدرتهم على القفز وأداء الحركات الانسيابية.
يصبح لاعبو الجمباز أكثر وعيًا بالحركات التي يقومون بها وعواقبها، وتتحسّن لديهم القدرة على التنسيق وتزداد سرعتهم في تعلّم المهارات الجديدة ذات الحركات الدقيقة.
إذ تتطلّب هذه الرياضة مستويات عالية من التركيز للتقليل من مخاطر الإصابة، وبالتالي يتطوّر التركيز لدى الشخص سواءً كان شابًا أو بالغًا، وقد يُسهم تحسّن التركيز في تعزيز الوظيفة الإدراكية للشخص وكذلك مهارات الذاكرة.
تعلّم رياضة الجمباز الانضباط منذ الصغر، كما يتوجّب على لاعبي الجمباز أن يتقبّلوا نصائح وتوجيهات مدربيهم والالتزام بها وتطبيقها بشكلٍ مستقلّ، وبالتالي يتعلّم اللاعبون الانضباط والالتزام بحضور دروسهم في كل جلسة.
وهذا ما تركّز عليه رياضة الجمباز بهدف تحسين ردود أفعال الجسم وتمدّد العضلات والقدرة على التوازن، وبالتالي تعزيز قوة الجسد بشكلٍ كبير، ممّا يُسهم في تقليل الإصابة بآلام العضلات المزمن.
إذ يتطلّب التدريب على رياضة الجمباز اتّباع نمط حياة معيّن قائم على العادات الصحية، وذلك بسبب جدول اللاعبين الزمني المزدحم الذي لا بدّ منه عند التدريب على رياضة الجمباز، ممّا يعزز من الصحة العقلية أيضًا ويزيد من احترام الذات.
تحسّن ممارسة رياضة الجمباز بشكلٍ معتدل من الصحة العقلية ونوعية النوم لدى الحوامل، كما أنّها تقلّل من أعراض التوتّر والتعب والنوم في ساعات النهار المرافقة لأشهر الحمل.
تعلّم رياضة الجمباز اللاعبين كيفية إدارة الوقت وتزيد مهارتهم في هذه النقطة، إذ يقوم لاعبو الجمباز بالتخطيط قبل عدّة أسابيع مسبقًا، كما تبيّن أنّ الأطفال الذين يمارسون الجمباز من صغرهم، يكونون أكثر قدرةً على إدارة الوقت من أولئك الذين ليس لديهم الخبرة في رياضة الجمباز.
هناك العديد من المسابقات التي يتم إجراؤها ومشاركتها في الألعاب الأولمبية أيضًا، تتضمّن مسابقات النساء والرجال والأطفال:
تشارك النساء في مسابقات تضمّ أشكال الجمباز المختلفة، على سبيل المثال الجمباز الفني، ويتنافسن عادةً على 4 قطع من أجهزة الجمباز، وهي القبو، القضبان غير المستوية والعارضة والجمباز على الأرضية، كما تشارك النساء بالجمباز الإيقاعي بشكلٍ كبير، والذي يتم فيه استخدام الحلقات والكرات والشرائط.
تقام العديد من مسابقات الجمباز التي تتضمّن الرجال فقط، وفيها يتنافس الرجال على 6 قطع من الأجهزة، وهي الجمباز على الأرض، وحصان المقبض، الحلقات، القبو، القضبان المتوازية والقضيب الأفقي، ويتكوّن الفريق الواحد بشكلٍ عام من 3 لاعبين على الأقل، و5 لاعبين كحدّ أقصى، ويتنافس 4 لاعبين كحدّ أقصى على كل قطعة، وتحسب النقاط بعد الرجوع إلى لجنة التحكيم.
يجب وقبل أي شيء التأكّد من جاهزية الطفل للدخول إلى عالم الجمباز، ومن الأفضل أن يكون مشاركًا في رياضات أخرى قبل الجمباز ككرة القدم دروس الرقص وغيرها، والتي من شأنها تطوير المهارات الحركية لدى الطفل والتمهيد لرياضة أكثر صعوبةً مثل الجمباز، وعادةً ما يتم تدريب الأطفال في عمر 4-6 سنوات، ويجب التأنّي قبل الدخول في أي مسابقات لأنّ ذلك يتطلّب التزامًا كبيرًا، ويجب تعليم الطفل جميع قواعد المسابقات التنافسية وكيفية الاستمتاع أثناء أداء الجمباز لأنّ ذلك سيؤثّر على حياته بشكلٍ كبير.
تعدّ رياضة الجمباز من الرياضات التي تتطلّب قدرًا كبيرًا من اللياقة البدنية والمهارات الحركية والكثير الكثير من التدريب، ويستطيع الأشخاص من رجال ونساء وأطفال وفي مختلف الأعمار ممارستها، وهناك عدّة أشكال لرياضة الجمباز التي يمكن الاختيار فيما بينها، منها الفني والإيقاعي والنط والأرضي والهوائي وغيرها، ويمكن ممارسة هذه الرياضة بدافع الاستمتاع والحصول على فوائدها العديدة فقط، ويمكن المشاركة في المسابقات التنافسية التي تُقام لها في كلّ عام، ويجب التعرّف على قواعدها كافّةً والالتزام فيها.