يُمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها تسخير الأدوات والوسائط التكنولوجية الحديثة للمساعدة في توصيل المعرفة وتحسينها وتناقلها بين أطراف العملية التعليمية، كما يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى مجموعة واسعة من البرامج والأجهزة ذات الصلة بالتعليم والتعلم متزايدة الاستخدام في المدارس والجامعات، حيث يكمن الهدف الأساسي وراء اللجوء إلى تفعيل تكنولوجيا التعليم توفير بيئة تعليمية أفضل لتسهيل وصول المعلومات ومشاركتها، الأمر الذي يُعزز من إنتاجية الطلاب.
تجدر الإشارة إلى أن تكنولوجيا التعليم تيسر سبل التعاون عن طريق خلق بيئة تعليم تفاعلية بين المعلم والطلاب، فهي تتيح للمعلم إنشاء الكتب الإلكترونية والنصوص التفاعلية، بالإضافة إلى تسجيل الحضور وتحديد الواجبات المنزلية، ناهيك عن إجراء الاختبارات السريعة والنهائية، وهو ما يسمح له بالحصول على نتائج فعلية فيما يتعلق بأسلوب تدريسه وطريقة شرحه، لذا لا عجب باعتبار تكنولوجيا التعليم أسلوب حديث يهدم الصورة النمطية لوسائل التعليم التقليدية، من خلال تضمين الأجهزة التكنولوجية الشائعة في العملية التعليمية، كأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية.
أظهرت جائحة كوفيد-19 (كورونا) أهمية جعل التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من منظومة التعليم، فبدلاً من حصر استخدامها كأداة لإدارة الأزمات، يجب أن تكون ركيزة أساسية ضمن المنظومة التعليمية من خلال دمجها مع المناهج، وهو ما يسمح للمُعلمين باستغلال التعلم عن بُعد كأداة قوية وفعالة، الأمر الذي سيحسن خطط تدريس المعلمين، كما سينعكس إيجابيًا على مشاركة الطلاب وبالتالي نتائجهم، هذا إلى جانب مساعدتهم على اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين الأساسية.
من المعروف عن المعلمين رغبتهم المستمرة في تحسين أداء طُلابهم، والتكنولوجيا هي الطريقة المثلى لتحقيق هذا الهدف والتقليل من تحدياته في آن، لذا بات لزامًا على كل معلم اكتساب المهارات اللازمة التي تخوله تطوير التعليم لطلابه باستخدامها، وإلى جانب ما سبق، فإن إتاحة استخدام التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية يسهل مهمة المعلم دون الحاجة إلى الوقت الإضافي.
لا يخفى على أحد عجز البعض عن استكمال الفصول الدراسية لسبب أو لآخر، لذا فإن إتاحة إمكانية وصولهم إلى دورات تدريبية عبر الإنترنت على سبيل المثال، يمكّنهم من الحصول على مؤهلات دراسية لم يكونوا قادرين على الحصول عليها بوسائل التعليم التقليدية.
بمرور الوقت أصبحت التكنولوجيا المحرك الأساسي لاستدامة المجتمعات، لذا لا مفر من استخدامها في التعليم، ومن هنا برزت أهمية تكنولوجيا التعليم التي تسهم في تطوير المعرفة وتسهل وصولها لأطراف العملية التعليمية، بغية تحسين جودة التعليم وبالتالي إنتاجية الطلاب حيثما وجودوا، فهذا النوع من التعليم لا يشترط وجود الطالب في مكان وزمان محددين، وهو الأمر الذي يزيد من دائرة الطلاب المستهدفين، ما يعني زيادة أعداد المتعلمين وتقليص دائرة الأميين.