تعد الإسفنجيات حيوانات مائية بدائية متعددة الخلايا، تنتمي إلى شعبة المساميات أو الإسفنجيات (الاسم العلمي: Porifera)، ويصل عدد أنواعها إلى نحو خمسة آلاف نوع، وهي تعيش في كل البحار، وتوجد مثبتة بالسطح من مناطق المد والجزر إلى أعماق تصل إلى 8500 م أو أكثر.
و تعيش نسبة 98% من أنواع الإسفنجيات في البحر ، بينما تعيش أعضاء عائلة واحدة منها وهي عائلة (Spongillidae) في المياه العذبة، وتفتقر الأفراد البالغة منها إلى الجهاز العصبي، والعضلي، ولا تُظهر أية حركات واضحة لأجزاء الجسم المختلفة.
الإسفنجيات الزجاجية (بالإنجليزيّة: Glass Sponges)، اسمها العلمي هو (Hexactinellida)، وهي تمتلك هيكلاً عظمياً يتكون من شويكات هشة، وشبيهة بالزجاج، ومصنوعة من السيليكا.
الإسفنجيات الشائعة (بالإنجليزيّة: Demo Sponges)، اسمها العلمي هو (Demospongiae)، وهي تمتلك ألواناً حيوية، وقد ينمو ليصبح الأكبر بين جميع الأنواع، وتشكل أكثر من ما نسبته 90% من جميع الإسفنجيات الحية على سطح الأرض.
الإسفنجيات الكلسية (بالإنجليزيّة: calcarious Sponges) هي المجموعة الوحيدة من الإسفنجيات التي تمتلك شويكات مصنوعة من كربونات الكالسيوم، وهي تكون عادة أصغر من غيرها من الأنواع.
يبلغ حجم معظم الإسفنجيات سنتيمترات قليلة، وقد يقل حجم بعض أنواعها عديمة الشكل عن سنتيمتر واحد، وفي المقابل قد يصل طول الأنواع الشبيهة بالجِرار، أو الأنابيب، أو المتفرعة إلى متر أو مترين في الطول.
وقد يتراوح قطر الكتل الدائرية الواسعة منها بين متر ومترين، وقد تختلف أحجام النوع الواحد فيما بينها باختلاف العمر، والظروف البيئية، وإمدادات الطعام.
تختلف الإسفنجيات كثيراً في الشكل الخارجي، حيث تمتلك بعضها شكلاً شبيهاً بالشجيرات أو الأشجار، وتخرج منها نتوءات شبيهة بأصابع اليد، بينما قد يكون بعضها الآخر عديم الشكل مثل رتبة الإسفنج الشائع، الذي قد تمتلك بعض أنواعه أيضاً شكلاً كروياً واضحاً، وقد يمتلك بعضها الآخر شكلاً شبيهاً بالمروحة أو الكوب.
وقد تمتلك بعض الأنواع الكلسية من جنس (Scypha)، شكلاً شبيهاً بالكيس الأنبوبي، مع وجود فتحة في الأعلى، وتمتلك أعضاء جنس (Hexactinellida) شكلاً أسطوانياً.
يختلف اللون بين الإسفنجيات؛ فالتي تعيش في أعماق البحار ذات لون محايد أو بني، بينما لإسفنجيات المياه الضحلة عادة ألوان زاهية تتراوح من الأحمر، إلى الأصفر، إلى البرتقالي، إلى البنفسجي، أو أحياناً اللون الأسود، وتمتلك معظم الإسفنجيات الكلسية لوناً أبيض.
يشبه جسم الإسفنجيات في شكله الكيس، المثقّب بالعديد من الفتحات أو الثقوب الصغيرة، وهي التي تسمح بانتقال الماء، والغازات، والغذاء منها وإليها، ويتكوّن الجسم من ثلاث طبقات هي:
الإسفنجيات هي كائنات حية بدائية وذات تركيب بسيط وغالبًا ما تعيش في المناطق البحرية، وتُقسم إلى 3 أنواع رئيسية هي؛ الإسفنجيات الزجاجية، والشائعة، والكلسية، وتتمتع الإسفنجيات بمجموعة من الخصائص بما فيها حجمها وأشكالها الشبيهة بالأشجار المتشعبة وكذلك ألوانها، ويتكون تركيبها الداخلي من 3 طبقات.
تتكاثر أغلب الإسفنجيات جنسياً، وقد يحدث التكاثر اللاجنسي أيضاً، وهي تعد خنثى (بالإنجليزيّة: hermaphroditic)؛ أي يمتلك الحيوان الواحد منها خلايا ذكرية وأنثوية معاً، بينما قد تكون بعض الأنواع خنثى بالتتابع أو التسلسل (بالإنجليزيّة: sequential hermaphrodites)؛ أي تمتلك خلايا جنسية ذكرية وأنثوية تتطور في أوقات مختلفة في نفس الحيوان.
يتم التكاثر الجنسي عن طريق إنتاج البويضات والحيوانات المنوية، ويحدث الإخصاب عن طريق انتقال الأمشاج أو الجاميتات إلى الإسفنج عن طريق التيار المائي، لتتكون اليرقة التي تستقر على السطح الذي ستتصل به مدى الحياة.
بينما يحدث التكاثر اللاجنسي عن طريق التبرعم (بالإنجليزيّة: budding)، والذي يحدث عن طريق انفصال جزء من الإسفنج عنه، أو تضيّق رؤوس أحد الأفرع، لتنمو هذه القطعة الصغيرة إلى إسفنجة جديدة، أو عن طريق إنتاج البريعمات (بالإنجليزيّة: gemmules).
تتغذى الإسفنجيات عن طريق الترشيح؛ فهي تسحب الماء من خلال المسام الموجودة حول جدار أجسامها بالكامل نحو التجويف المركزي المبطّن بالخلايا الطوقية، التي تمتلك حلقات من المجسات أو اللوامس التي تحيط بالسوط.
تسبب حركة السوط خلق تيار يحافظ على تدفّق المياه خلال التجويف المركزيّ، وخارج الفتحة الموجود في الجزء العلوي من الإسفنج والذي يُطلق عليه اسم الفويهة (بالإنجليزيّة: osculum).
وعند مرور الماء فوق الخلايا المطوّقة، يتم التقاط الطعام بواسطة حلقاتها وبمجرد امتصاصه، يتم هضمه في فجوات الطعام، أو نقله إلى الخلايا الأميبية الموجودة في الطبقة الوسطى من جدار الجسم لهضمه.
تعيش الإسفنجيات في كافة أنحاء العالم، ولديها القدرة على النمو والتكيف في معظم البيئات، ومعظم الإسفنجيات والتي تُشكّل نسبة 99% من إجمالي الأنواع تعيش في المواطن البحرية، لكن تمكنت الإسفنجيات التي تتكوّن من الألياف الإسفنجية من العيش في المياه العذبة، ويمكن أن تلتصق على الأسطح في قاع المحيط حتى عمق يصل إلى 8 كم.
ويُشار إلى أنّ الإسفنجيات بأنواعها عادةً ما تتواجد بكثرة في المناطق الاستوائية، وذلك يعود إلى دفء المياه فيها، وغالبًا ما تفضّل العيش في المياه النقية وتتجنّب المياه العكرة والتي قد تُسبب انسداد مساماتها، وبالتالي يصعُب عليها الحصول على الغذاء والأكسجين.
تتنفس الإسفنجيات من خلال عملية تبادل الغازات عبر خاصّية الانتشار البسيط من خلال الأغشية الخلوية، وذلك بانتقال الغازات من التركيز الأعلى إلى التركيز الأقل، بحيث ينتقل غاز ثاني أكسيد الكربون في اتجاه، بينما ينتقل الأكسجين في الاتجاه الآخر.
ويُعد تركيب الإسفنجيات بسيط جدًا، حيثُ لا تمتلك أجسامها أي عضو مخصص لعملية تبادل الغازات، ولا يوجد لديها أي فرق بين التنفس الداخلي والخارجي، إذ تبدأ عمليّة التنفس لديها عندما يُسحب الماء عبر مسامات صغيرة تسمى أوستيا (بالإنجليزية: ostia)، ويتوزع في كافة أنحاء جسم الإسفنج.
ويلي ذلك عملية إعادة تدوير الماء فيها بواسطة خلايا تُدعى الخلايا المنتفخة (بالإنجليزية: choanocytes)؛ والتي تمتلك أسواطًا وظيفتها دفع وتحريك الماء من الداخل والخارج، الأمر الذي ينتج عنه حصول الإسفنج على الغذاء والأكسجين، إضافةً إلى التخلص من الفضلات وغاز ثاني أكسيد الكربون.
تتكاثر الإسفنجيات جنسيًا بتكوين البويضات والجاميتات الذكرية، وتتمكن الإسفنجيات من الحصول على الغذاء بواسطة عمليّة الترشيح، كما وتتنفس من خلال تبادل الغازات عبر خاصّية الانتشار البسيط، وذلك بامتصاص الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون.
وللإسفنجيات عدّة فوائد منها؛ تكوين مصادر للدخل في المناطق النامية، وتوفير إسفنج خالٍ من المواد السامة والملائم للبشرات الحساسة، إذ يمكن استخراج الإسفنج الطبيعي من البحار لاستخدامه والاستفادة من خصائصه.