يَصل عدد العناكب المعروفة في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 46,700 نوع مُصنفة ضمن 110 عائلة تقريباً، حيث تُقسّم العناكب إلى ثلاث رُتيبات رئيسية، هي:
تتميز عناكب ملقطيات الفك (الاسم العلمي: Labidognatha) بوجود لوامس قدمية موجودة خلف زوائد أمامية متخصصة يُطلق عليها الخطافات تحت درع قرني أو عظمي، كما أنها تحتوي على جهاز تنفسي متميز من الرئات الكتابية إضافة إلى القصبات الهوائية التي قد تعمل كجهاز تنفسي بدلاً عنها.
أما بالنسبة للقلب فهو يحتوي على ثلاث فتحات وببعض الأحيان اثنتين، وسلسلة مزدوجة من العُقد العصبية المُقسمة، إذ تندرج تحت هذه الرُتيبة عدة عائلات، منها:
ويتمثل الجهاز التنفسي في هذه الرُتيبة بزوجين من الرئة الكتابية، ويحتوي القلب غالباً على أربع فتحات صغيرة، وسلسة مزدوجة من العقد العصبية، وتنحدر تحت هذه الرتيبة العائلات الآتية: (Theraphosidae)، (Dipluridae)، (Ctenizidae)، (Hexathelidae)،(Atypidae).
تحتوي على عائلة واحدة تسمّى (Liphistiidae) يندرج تحتها حوالي 100 نوع من العناكب، تتواجد في اليابان إلى الجنوب الشرقي من آسيا، ويمكن تتمييز العناكب المُقسمة أو المجزأة (الاسم العلمي: Mesothelae) بهذه الرتيبة عن طريق البطن المجزأة من 7 إلى 18 جزءاً، و8 مغازل للحرير في منتصف البطن.
كما تمتلك العناكب بالمنطقة الأمامية البروسوما 18 عقدة مفصولة عن بعضها البعض بشكل أكبر من الرُتيبات الأخرى، أما القلب فيحتوي على 5 أزواج من الفتحات الصغيرة، بالإضافة إلى زوجين من الرئة الكتابية.
يُقسَّم جسم العنبكوت إلى جزأين فقط، هما: البروسوما (بالإنجليزية: Cephalothorax) أو الرأس- صدر، والبطن (بالإنجليزية: Abdomen)، وهناك عُقدة ضيقة في الوسط تربط المنطقتين معاً تُسمى الساق (بالإنجليزية: Pedicel)، وفيما يأتي الأجزاء بالتفصيل:
يُغطَّى الجزء العلوي والسفلي من البروسوما بهياكل وقائية؛ فالجانب العلوي يُغطّيه الدرع القرني (بالإنجليزية: Carapace)، أما الجانب السفلي فيُغطيه القص (بالإنجليزية: Sternum) بالإضافة إلى زوائد سفلية تُسمى الشفة (بالإنجليزية: labium).
يتنقل العنكبوت ويبحث عن فرائسه بالاعتماد على اللمس والاهتزاز والتذوّق أكثر من اعتماده على الرؤية، لكن عدداً قليلاً منها يمتلك بصراً جيداً يستخدمه للبناء، والصيد، والتجوّل، بالإضافة إلى التعرُّف على زملائه والمفترسين.
وتمتلك بعض أنواع العناكب 8 عيون والبعض الآخر يمتلك ستة أو أقل، وأفضل العناكب رؤية هي: العنكبوت القافز، و العنكبوت طويل الأرجل ، والعنكبوت الذئبي.
تكوّن هذه المنطقة من فكّين يحتويان على أنياب تُسمّى الكيليكيرا (بالإنجليزية: Chelicerae)، بالإضافة إلى صفيحة علوية (بالإنجليزية: The labrum) وصفيحة سفلية (بالإنجليزية: The labium) تُشكّلان الجزء العلوي والسفلي من الفم، كما تحتوي على صف لتقطيع الطعام في الفك العلوي.
يتمكّن العنكبوت من الاستشعار واللمس، والتذوق، بالإضافة إلى التزاوج عند الذكور بواسطة اللوامس القدمية (بالإنجليزية: pedipalps).
يمتلك العنكبوت أربعة أزواج من الأقدام، بعضها يحتوي على مخلبين، مثل: العناكب القافزة، حيث تستطيع هذه العناكب الوقوف على الأسطح الملساء والمائلة بسبب وجود خصل شعر كثيفة تُحسِّن من عملية التلاصق، أما البعض الآخر فيحتوي على ثلاثة مخالب؛ كناسجة الشبكات.
تقتل العناكب فرائسها بواسطة السم الذي تنتجه الغدد السمية.
يتوسّع البطن لدى العنكبوت عند التغذية وتطوّر البيض بمساعدة البشرة الرقيقة والمرنة التي تُغطّيه، وعند غزل الحرير والتزاوج يتحرّك البطن بمساعدة الحاجز الذي يفصله عن البروسوما، أما بالنسبة للأعضاء الخارجية الذي يتكون منها البطن فهي:
تصل البويضات أو الحيوانات المنوية إلى جهاز التناسلي الذي يوجد أمام زوج الرئة الكتابية بعد إطلاقها من الفتحة التناسلية، كما يوجد فتحة أخرى تُسمى الفتحة أو عضيات تناسلية خارجية (بالإنجليزية: epigynum) لدى العناكب ريتلاوات الشكل.
تمتلك العناكب رتيلاء الشكل زوجين من الرئة الكتابية (بالإنجليزية: The book lungs)، حيث يحدث تبادُل الغازات بين الهواء والدم بعد دخوله عن طريق فتحات صغيرة مُغطاة بطبقة بشرة رقيقة جداً ومرتبطة بتجاويف تنتهي بصفحات تُشبه الكتاب مرتبطة بدعامات تمنعها من الالتصاق ببعضها.
وتتبادل بعض العناكب الصغيرة الغازات عبر طبقة رقيقة من البشرة؛ فهي لا تمتلك العناكب أعضاء تنفس بسبب وجودها في أماكن رطبة ومحمية.
يتكوّن الحرير من بروتين سائل يُنتج بواسطة غدد الحرير (بالإنجليزية: Silk glands).
يتم امتصاص الغذاء في الأمعاء الخلفية (بالإنجليزية: The hind-gut)، وتحتوي على كيس من العضيات الإفرازية تسمى أنابيب ملبيجي (Malphigian tubules)، إذ تلعب دور الكلى في العنكبوت.
يتكوّن جسم العنكبوت من أعضاء داخلية وخارجية؛ كالجلد، والعضلات، والجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، بالإضافة للأعضاء التناسلية.
ويتميز الجلد أو البشرة أو الهيكل الخارجي الصلب بأنه مُكوّن من عِدَّة طبقات من البروتين والكيتين تُغطّي جسم العنكبوت من الخارج، ووظيفته هي توفير نقاط ربط أو اتصال مع العضلات.
بالإضافة إلى تنظيم ضغط الدم، كما أنه يحتوي على الشعر والزوائد العصبية التي تُمثّل حواس العنكبوت، ويبطّن الأمعاء الأمامية والخلفية، والقصبة الهوائية، وجهاز تخزين الحيوانات المنوية لدى الإناث، كما أن الجلد يقلّل من فقد الماء باحتوائه على طبقة رقيقة من الشمع.
تبدأ دورة حياة العنكبوت من عملية التكاثر بوضع ما يُقارب ألف بيضة مُخصبة في كيس حرير بعد التزاوج، إذ تضع ذكور العناكب الحيوانات المنوية داخل شبكة خاصة بها لتسحبها إلى اللوامس القدمية لإدخالها في فتحات الأعضاء التناسلية لدى الأنثى التي تُخزّنها داخلها لتختار الحيوانات المنوية القادرة والمناسبة على تخصيب البيض.
تحدث هذه المرحلة بعد التزاوج، بحيث يُحفظ البيض في كيس حريري قوي لحمايته، وتختلف هنا طريقة بعض العناكب برعاية وحراسة البيض، فمثلاً: تحمل العنكبوت الأم الكيس معها حتى تفقس مثل: العنكبوت الذئب، وبعضها يحملها لمدة عشرة أيام على ظهورها.
أما بعضها الآخر فَتترك البيض في مكان آمن حتى تفقس، ويستغرق هذا الأمر بالعادة بضعة أسابيع.
يَصل العنكبوت مرحلة النضوج الجنسي في مرحلة البلوغ حيث تبدأ دورة حياة جديدة عند التزاوج، وتختلف مدة حياة العنكبوت باختلاف أنواعها، لكنها تعيش من عام إلى عامين تقريباً، وما تجدر الإشارة إليه أن مدة حياة الإناث أطول من الذكور التي تموت غالباً بعد التزاوج.
يَتغذّى العنكبوت على العديد من الكائنات الحية؛ كالحشرات، والعناكب الأخرى، بالإضافة إلى الطيور الصغيرة، والضفادع، والزواحف وغيرها، كما لديه القدرة على استشعار حركة الفريسة ورؤيتها والتمييز بينهم.
وما تجدر الإشارة إليه أن العناكب تمتلك زوائد أمامية مدببة كالأنياب في مقدمة الرأس والصدر تُسمى الكيليكيرا (بالإنجليزية: chelicerae).
تُعتبر جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية موطناً للعنكبوت، لكن العديد من الأنواع تعيش في المناطق المدارية أكثر من المعتدلة، كما تتواجد في جبال الهيمالايا على ارتفاع يصل إلى 5,000م تقريباً، بالإضافة إلى عيش معظمها على اليابسة باستثناء النوع الأوراسي الذي يعيش على سطح المياه العذبة.
وهناك عدد قليل من أنواع العناكب يتخذون من سطح الشواطئ والمياه العذبة والمالحة مكاناً للمعيشة.
يَصنع العنكبوت شبكته من خيوط قوية من البروتين تُسمى الحرير، حيث تُنتج سبعة أنواع مختلفة منه، لذلك تم تصنيف العناكب حسب نوع الشبكة التي تصنعها، منها: عناكب الشبكة المتشابكة، والعنكبوت غازل الشبكة الدائري، والعنكبوت قمعي الشبكة، وعنكبوت الشبكة الحاضنة،
إذ تُنتج العناكب الحرير لعِدَّة أغراض، منها: حماية نفسها من السقوط، وصُنع أكياس البيض، ولف الفرائس عن طريق صُنع الشبكات، وبناء مسكن وجحور خاصة بها.
تتم عملية إنتاج الحرير عن طريق ضغط العنكبوت لبطنه بعد صنعه بواسطة عِدَّة أنواع من الغدد الحريرية التي تمتلك قنوات ترتبط بالمغازل لها فتحات خارجية، حيث تتحكم الصمّامات العضليّة بمُعدل تدفّق الحرير.
لا يشكّل سمّ العناكب خطراً على الإنسان إلّا في بعض الأنواع؛ كعنكبوت الأرملة السوداء التي تمتلك سماً عصبياً قوياً، وعنكبوت الناسك البني (بالإنجليزية: brown recluse spider) التي يُفسد سُمَّها الأنسجة ويترك حفرة غائرة فيها.
كما قد تؤدي لشلل كامل الجهاز العصبي بسبب زيادة إنتاج النواقل العصبية؛ كالأستيل كولين (بالإنجليزية: acetylcholine)، ونورإبينفرين (بالإنجليزية: norephinephrine).
يجب معرفة الفروقات بين أنثى وذكر العنكبوت عند دراستها في المختبرات أو تربيتها، حيث تختلف هذه الفروقات حسب نوع العنكبوت، ومنها:
تختلف ألوان العناكب من نوع لآخر، ولكن بالعادة تكون ألوان العناكب الذكور زاهية أكثر من الإناث، إذ يظهر ذكر عنكبوت الأرملة السوداء بألوانه الفاتحة، وعلى ظهره بقع حمراء أو وردية.
أما الأنثى فهي سوداء اللون وعلى بطنها بُقعة حمراء اللون على شكل ساعة رملية، لكن لا تنطبق هذه الصفة على عنكبوت الحرير الذهبي، فالأنثى ألوانها زاهية أكثر من الذكر ذي اللون البني الداكن.
يُعتقد أن حجم الإناث أكبر بسبب حاجتها لإنتاج النسل، إذ يبلغ طول أنثى عنكبوت الحرير الذهبي 6 أضعاف الذكر، بالإضافة لعدة أنواع أخرى كذلك، مثل: الأرملة السوداء والعنكبوت القافز.
تملك ذكور العناكب أرجلاً أطول من الإناث، لكونها تحتاجها بعملية الاصطياد، وأثناء تجوّلها لأماكن أبعد عن الشبكة التي تبقى الأنثى فيها.
يمكن عبر المجهر مُلاحظة أن اللوامس القدمية عند الذكور منتفخة أكثر من الإناث.
تحتاج العناكب الإناث لكمية أكبر من السُم لحماية شبكتها التي لا تغادرها، وما تجدر الإشارة إليه أن أكياس السُم لدى بعض العناكب الذكور غير فعّالة.
تموت العناكب قبل أن تصل سن الشيخوخة بسبب الحيوانات المفترسة أو الطفيليات أو الأمراض، فمعظمها يعيش لعِدَّة أشهر، وبعضها لسنوات إذا بقيت بمسكنها وجحرها؛ فمدة حياة الإناث أطول مقارنةً مع الذكور.
فعلى سبيل المثال تعيش أنثى الرتيلاء لمدة 25 عاماً، أي بما يزيد عن 15 عاماً عن الذكور.
يلعب العنكبوت دورًا مهمّاً في الحياة على الأرض، فهو يؤدي العديد من الوظائف المهمّة، وفيما يأتي أبرز فوائد العنكبوت.