تُعرف شجرة الزيتون (بالإنجليزية: Olive Tree) بأنّها من الأشجار دائمة الخضرة، ذات الثمار الصالحة للأكل، والتي يُصنع منها زيتًا يشيع استخدامه في كل من مناطق البحر المتوسط وخارجه، كما تُصنّف ضمن الأشجار شبه الاستوائية عمومًا، وكان الاهتمام بزراعتها موجودًا منذ عصور ما قبل الميلاد للاستفادة من محصولها وزيتها، أو حتى للزينة.
يوضّح الجدول أدناه التصنيف العلمي لشجرة الزيتون:
تتفاوت أحجام أشجار الزيتون بين صغير وكبير، وتتميّز بأوراقها الخضراء على مدار العام، أمّا عن اللون الدقيق للأوراق فهو أخضر شاحب يميل إلى الفضّي، ويتراوح طول كل ورقة ما بين 4-11 سم، ويُقاس عمر شجرة الزيتون من خلال جذعها، الذي يصبح أكثر التواءً مع تقدمها في العمر، ومع ذلك تبقى شجرةً مُثمرة.
تختلف أطوال أشجار الزيتون، حيث يصل معظمها إلى ارتفاع يُقدّر بنحو 7.6 متر، على الرغم من وجود أشجار قادرة على الوصول إلى ارتفاعات أكبر، فقد يبلغ طول بعض الأشجار 15.25م، إضافةً إلى وجود بعض الأنواع التي يُطلق عليها قزمة، والتي يصل أقصى ارتفاع لها 4.6 متر تقريبًا، كما تكون جذورها ضحلةً عمومًا وقريبة من السطح.
تظهر أزهار شجرة الزيتون خلال فصل الربيع، وتتميّز بنموّها على شكل عناقيد أو مجموعات باللون الأبيض، كما تتكوّن كل زهرة من 10 كؤوس وسداتين، وبعد نموّ الأزهار تبدأ الثمار بالظهور.
يتفاوت طول ثمرة الزيتون الواحدة ما بين 1.25-2.5 سم، وتمر خلال نضجها بمراحل لونية تبدأ بالأخضر ثمّ الأصفر، فتصبح مزيجًا من الأخضر والأصفر، إلى أن تتحوّل إلى الأسود أو الأرجواني.
يبلغ عدد أنواع أشجار الزيتون نحو 1000 نوع تقريبًا موزعةً في 6 قارات، ويُستخدم 90% من ثمار هذه الأشجار للحصول على الزيت، أمّا النسبة المتبقية فتُستخدم فيها ثمار الزيتون للأكل، ويُعتَقد عمومًا بأنّ الزيتون ينقسم إلى نوعين أساسيين، هما: الأسود والأخضر، إلّا أنّ الأمر يتطلّب مزيدًا من التفاصيل فلكلّ نوع خصائص محدّدة كما يأتي:
يُشكّل هذا النوع نحو 1/3 إجمالي إنتاج زيت الزيتون حول العالم، وذلك بسبب احتوائه على نسب مرتفعة من الزيت، لذا يشيع استخدامه لأغراض العصر، أمّا أصوله فتعود إلى إسبانيا، كما يتمركز حاليًا في الأندلس وتحديدًا مقاطعة جيان، إضافةً إلى تصديره إلى عددٍ من الدول الأخرى.
تعود أصول زيتون أربكينا إلى إسبانيا وتحديدًا كاتالونيا، ويُشكّل هذا النوع نحو 10% من إجمالي إنتاج زيت الزيتون حول العالم، ويتميّز بسهولة قطفه، إذ تنمو ثماره عمومًا بشكل وحجم موحّدين، إضافةً إلى ذلك يتميّز بقدرته العالية على التكيّف مع الظروف البيئية، وفضلًا عن ذلك يعدّ هذا النوع شائعًا للاستهلاك كزيتون مائدة أيضًا.
تتميّز أشجار الزيتون من هذا النوع بمتانتها وقدرتها على تحمّل البرد القارص والجفاف، كما أنّ ثمارها تكون بحجم كبير نسبيًا، ويبلغ محتواها من الزيت نحو 17-19%، وتعدّ هذه النسبة منخفضة مقارنة بالأنواع السابقة، لذا يشيع استخدامه كزيتون مائدة غالبًا، أمّا أصول زيتون هوجيبلانكا فتعود إلى جنوب قرطبة في إسبانيا.
يعدّ هذا النوع من الأنواع العريقة في إيطاليا، ويكون الطقس البارد أكثر ملاءمةً لنموّه وازدهاره، إذ يمكن أن ينمو بصورة سريعة في حال كانت الظروف مناسبة، كما يبلغ متوسط إنتاجه للزيت نحو 18-21%.
يزدهر هذا النوع في الطقس المعتدل، إضافةً إلى قدرته على تحمّل البرودة عمومًا أو الحرارة العالية مقارنةً بباقي الأنواع، ويشيع استخدامه لاستخلاص الزيت، إذ يبلغ متوسّط إجمالي إنتاج الزيت منه نحو 23-28%.
يعدّ هذا النوع من الأنواع واسعة الانتشار في اليونان، ويُعتمد عليه بصورة أساسية كزيتون مائدة بسبب حجم ثماره الكبير ذي اللون الأسود، أمّا عن محتواه من الزيت فيكون منخفضًا مقارنةً بباقي الأنواع.
يشيع انتشار هذا النوع في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا ولاية كاليفورنيا، ويُشكّل نسبة لا تقل عن 50% من زيتون المائدة المستهلك هناك، وتتميّز ثمار هذا النوع ذات النواة بصغر حجمها، كما يجب معالجته بالملح والماء قبل أن يكون جاهزًا للأكل.
يُزرع هذا النوع ليغطّي نحو 10% من إجمالي مساحة الأراضي المزروعة في البرتغال، وتكون ثماره متوسطة الحجم، وزيته حارًّا لاذعًا مع نكهة مرارة ظاهرة.
تنقسم فوائد شجرة الزيتون إلى فوائد بيئية، وفوائد خاصّة بالإنسان كما يأتي:
تعدّ شجرة الزيتون من الأنواع التي تُضيف عنصر الجمال إلى البيئة الطبيعية للحدائق، كما أنّها مهمّة في توفير الظلّ، بسبب أوراقها دائمة الخضرة على مدار العام، وعمرها الطويل، ومن أبرز فوائدها للبئية أيضًا ما يأتي:
تمتد فترة حياة أشجار الزيتون حتى مئات السنين، وتبدأ بالإنتاج بعد مرور 8 سنوات على زراعتها، كما تبدأ زهور شجرة الزيتون في الظهور خلال فصل الربيع، وتحتاج هذه الزهور إلى مدّة تتراوح بين 6-8 أشهر لتصبح ثمارًا ناضجة بأقصى حجم ممكن، وتُنتَج الثمار عمومًا كسنوات متناوبة، إذ يكون الإنتاج جيّد في عام ثمّ يُصبح أقل في العام الذي يليه وهكذا.
تعود أصول أشجار الزيتون إلى المناطق الجافّة القريبة من البحر الأبيض المتوسط، ويتطلّب ازدهار شجرة الزيتون توفّر الشروط الآتية.