تُعدّ مجموعة الزواحف (Reptiles) من الكائنات المنحدرة من الفئة (Reptilia)، والتي صُنّفت منذ القدم بناءً على شكلها الخارجي ومظهرها، كما ينحدر منها جميع السلويات ( Amniote)، ما عدا الطيور والثدييات، وتتميّز الزواحف بأنّها من الكائنات الحية خارجيّة الحرارة (أي أنّها تحتاج لمصدر حرارة خارجي من أجل رفع درجة حرارة جسمها).
تعد الزواحف من مجموعة الحيوانات الفقاريّة التي تتنفس في الهواء، وتعيش عادةً في المناطق الاستوائية والمعتدلة، كما أنّ نوعين منها تعيش في المناطق الأوروبية والقطبية، وتتفاوت أحجام الزواحف بصورة ملحوظة حسب أنواعها؛ فمنها الصغير جدًا، مثل: أبو بريص القزم، ومنها كبير الحجم، مثل: السلاحف العملاقة.
تنقسم الزواحف إلى عدّة أنواع ومجموعات رئيسة، وفيما يأتي توضيح لأبرز أنواع الزواحف وأسمائها :
تُعدّ السلاحف (The Turtles) من أنواع الزواحف، تتميّز بامتلاكها أصدافًا خارجيّة صلبة تحميها من المخاطر، وهي من أقدم أنواع الزواحف المعروفة فمنها ما يعود إلى ملايين السنين، كما أنّها من الكائنات المتوزعة في أغلب أنحاء العالم بسبب قدرتها العالية على التكيّف مع مختلف الظروف البيئية والمناخية؛ فبعض أنواعها تعيش على اليابسة، وبعضها على الماء، ومنها ما يُمكنه العيش في البيئتين معًا، تتعدد أنواع السلاحف التي تعيش على الكرة الأرضية إذ تفوق أعداد أنواعها الـ 300 نوع.
تُصنّف التماسيح (Crocodiles) كنوع من أنواع الزواحف المعروفة)، وتعدّ من الزواحف كبيرة الحجم عمومًا، وتتوزّع في عدد من القارات في المناطق الاستوائية تحديدًا؛ كقارة آسيا، إفريقيا، أمريكا، وأستراليا، غالبًا ما تعيش التماسيح بين اليابسة والماء ، يبلغ عدد أنواع التماسيح 13 نوعًا تتراوح أوزانها بين (6- 907) كيلو غرام، وجميعها من آكلات اللحوم، إلا أنّ بعض أنواعها مهدّدة بالانقراض؛ كالتمساح الكوبي والأمريكي.
السحالي والثعابين (Lizards and Snakes)، تمتلك السحالي والثعابين العديد من الخصائص الهامّة المشتركة، كطرق التكيّف مع الظروف المحيطة، وطرق التكاثر، ويعتبر البعض أنّ الثعابين بالأصل هي سحالي فاقدة لأرجلها مع التطوّر، كما أنّ العديد من الصفات المتشابهة بينهما تؤكّد ذلك؛ كالجلد المتغيّر دوريًا مع اختلاف الأوقات، وتشكّل السحالي والثعابين النسبة الأكبر من زواحف الأرض، ومن الحقائق حول السحالي والثعابين ما يأتي:
قد يتعرض الإنسان لأذى من الثعابين كما أنها تشكّل خطرًا حقيقيًّا على حياته أحيانًا إذا كانت سامّة؛ ممّا يؤدي إلى جعلها من الزواحف المصنّفة ضمن أكثر الحيوانات رعبًا لدى الإنسان وذلك يحفّزه على القضاء عليها دائمًا، ومع ذلك فالطريقة السليمة للتعامل مع الأنواع غير السامة منها هي تركها في طريقها وعدم التعرّض لها إطلاقًا، أمّا السامة فيجب التخلّص منها حتمًا ويُفضّل عدم إيذائها.
تعد التواتارا أو الطُراطرة (Tuatara) من الزواحف نادرة الوجود؛ إذ أنّها تواجد تحديدًا في نيوزلاندا فقط وموزّعة على 32 جزيرة هناك، ورتبتها (Rhynchocephalia)، وتتباين ألوانها بين درجات الأخضر الزيتوني، والبني المحمر ودرجات البرتقالي، كما يتميّز بنشاطه في الطقس البارد، ومن الحقائق الأساسية حول حيوانات التواتارا ما يأتي:
من ميّزات أجسام الزواحف عمومًا هي أنّها من ذوات الدم البارد، ممّا يعني أنّ تنظيم درجة حرارة أجسامها لا يكون من خلال العمليات الأيضيّة، وبذلك تحتاج لبعض السلوكيات التي تُساعدها في الحفاظ على درجة حرارتها والحصول عليها من مصادر خارجية؛ كالشمس، وتُساعدها في ذلك طبيعة جلدها المميّز وبعض الأعضاء الحيويّة الأخرى.
يُعدّ جلد الزواحف من الجلود الجافّة (حراشف)، وقد ساعد ذلك في تكيّفها مع البيئات الجافة على عكس بعض أنواع البرمائيات؛ فالجلد الجاف يمثّل حاجز يمنع فقدان الجسم لرطوبته ويحبسها داخله.
كما تنقسم بشرة الزواحف كغيرها من الحيوانات إلى طبقتين أساسيّتين، هما: البشرة الخارجية، والأدمة الداخلية، والجلد الخارجي للحيوانات الزاحفة يختلف باختلاف أنواعها، فمنه المكوّن من قشور صغيرة الحجم ومتداخلة؛ كجلد السحلية، ومنها ما يتكوّن من قشور كبيرة متقاربة كجلد السلحفاة، وتتكوّن الأدمة الداخلية من صفائح عظمية كدعامة للجلد الخارجي.
يعود سبب عملية الانسلاخ في الزواحف ومنها: كالثعابين والسحالي، إلى عدم نمو الحراشف مع نمو الحيوان الزاحف، ممّا يؤدي إلى ضيق الجلد واستحالة استيعابه لزيادة حجم الزاحف، فينسلخ عنه دوريًا كلّما دعت الحاجة إلى ذلك.
يعود سبب تساقط الجلد في بعص الحالات إلى اهترائه نظرًا للبيئات الجافة التي يعيش فيها هذا الكائن، فتتساقط الطبقة العلوية من الحراشف منفصلةً عن طبقة جديدة أسفلها، إلا أنّ بعض الزواحف لا تتساقط جلودها بل يزداد حجمها ويُضاف إليها الكيراتين مع مرور الزمن وتصبح أقوى وأصلب، إلا في حال ساهمت العوامل الخارجية في تساقط بعض الأجزاء.
تُعدّ الزواحف من الحيوانات الفقارية إذ تمتلك جميعها عمودًا فقريًّا، كما تتشابه أعضاؤها الحيوية الداخلية مع الحيوانات المتطوّرة الأخرى؛ كالثدييات والطيور، فتمتلك رئتين تُشكّل عضو التنفس في الزواحف بدلًا من الخياشيم على سبيل المثال.
كما تمتلك أغلب أنواع الزواحف قلبًا ينقسم إلى أذين واحد مسؤول عن استلام الدم من أنحاء الجسم والرئتين، وبطين واحد مسؤول عن ضخ الدم بالاتّجاه المعاكس، من القلب إلى جميع أنحاء الجسم، بالإضافة إلى ذلك فإنّ بعض الزواحف تبدو أكثر تطورًا بامتلاكها أذينين وبطينين، ممّا يعني وجود قلب بـ 4 حجرات بصورة مشابهة لقلب الثديات والطيور.
تختلف الزواحف عن غيرها من الحيوانات في العديد من الخصائص المتعلّقة بتركيب الجسد، فتغطي جلودها الحراشف الجافة، ويتكوّن جلدها من طبقتين، كما أنّ أعضاؤها الحيوية متطورة؛ فمنها ما يتكوّن قلبه من 4 حجرات، إضافة إلى تنفسها من خلال الرئة.
تتكيّف الزواحف مع بيئاتها المحيطة والظروف القاسية لمعيشتها بأسلوب تتمكّن من خلاله الاستمرار على قيد الحياة وتوفير احتياجاتها، ومن صور ذلك ما يأتي:
تتكيّف الزواحف مع بيئتها القاسية بطرق وأساليب متنوعة، منها ما يكون بهدف الدفاع عن النفس، ومنها ما يكون لتسهيل افتراس الغير والحصول على الغذاء، كما أنّ لديها أساليب أخرى للتكيّف للبقاء على قيد الحياة.
تتغذى معظم أنواع الزواحف على الحيوانات، وتصنّف كآكلات لحوم غالبًا، كما أنّ فريسة الحيوان الزاحف تتناسب طرديًا مع حجمه.
تتغذى معظم الزواحف على اللحوم بصورة أساسية؛ كالسحالي، والأفاعي، والتماسيح، إلا أنّ بعضها يفضّل النباتات ولا يتغذى إلا عليها، مثل: السلحفاة البرية والإغوانا الخضراء.
تتكاثر الزواحف تكاثرًا جنسيًّا بعد عملية الإخصاب الداخلي بوضع البيوض وهذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لدى هذه الكائنات، إلا أن بعضها يلد الصغار كما تفعل الثدييات، وفيما يلي وصف لطريقتي التكاثر لدى الزواحف:
تلد الزواحف البيوض ذات القشرة المحيطة بأجنّتها عادةً كوسيلة من وسائل حمايتها للتكيّف مع بيئاتها، ولا تضع الزواحف بيوضها إلا على اليابسة حتى لو كانت من الأنواع البرمائية القادرة على العيش في الماء فإنّها تخرج لتضع بيضها على اليابسة عندما يحين وقت الوضع، وتتكوّن الأجنة داخل هذه البيوض وتبقى لفترة معينة داخل رحم الأم، ثمّ تضعها خارجًا لتتطوّر بعد ذلك داخل البيوض وتفقس بعد اكتمال نموّها.
تتكاثر بعض أنواع الزواحف بالولادة، وهذا شيء نادر بالنسبة لهذا النوع من الكائنات فمعظمها تضع البيوض كما هو معروف، ومن الأمثلة على الحيوانات التي تلد صغارًا: الأفعى (Boa Constrictor)، ويرجَّح بأنّ تكون درجات الحرارة المنخفضة من الأسباب الكامنة وراء تغيير الزواحف طريقة تكاثرها من وضع البيوض إلى الولادة، وبذلك لوحظ منذ القدم مراوحة السحالي والثعابين بين طريقتي الإنجاب، ودلّت على ذلك بعض الأحافير التي جسّدت أجنّة داخل الهياكل العظمية للأنواع القديمة من الزواحف، إلا أنّ غالبيتها ما زالت تتكاثر بوضع البيوض.
الطريقة الأساسية لتكاثر الزواحف هي وضع البيوض، مع وجود عدد من الأنواع التي تراوح بين وضع البيوض وولادة الصغار الحيّة، إلا أن هذا ينتج عن ظروف خاصة؛ كدرجات الحرارة المنخفضة والبرودة الشديدة.
تعد الزواحف من الكائنات الانهزامية عادةً؛ فيفضّل التمساح الغرق على أن يتعرّض للتهديد والخطر، كما تهرب السحالي والأفاعي خوفًا على حياتها في كثيرٍ من الأحيان، وحتى عند وقوف الأفاعي رافعةً رأسها عند شعورها بالخطر فإنها لا تنوي الاعتداء غالبًا وإنّما هي وسيلة من وسائل إرهاب العدو، ومن السلوكيات التي يمكن ملاحظتها لدى معظم الأنواع هي الهسهسة وإصدار الضوضاء من حولها كما تفعل السحالي.
تعرّض عدد كبير من الزواحف للأخطار التي هدّدت حياته وأدّت إلى انقراضه نهائيًا، ومن الأملثى على هذه الزواحف:
انقرض عدد من الزواحف على اختلاف أنواعها نتيجة لتهديدات البشر والحيوانات وحتى التغيّرات والكوارث البيئية التي شكّلت خطرًا على حياتها ودمّرت مواطنها الأصلية.
يصنّف تمساح المياه المالحة كأكبر حيوان زاحف على وجه الأرض، يصل وزن هذا النوع من التماسيح إلى أكثر من 1000 كيلوغرام، كما يبلغ طوله حوالي 6.5 متر أو يزيد، كما أنّه من أخطر الزواحف ، فهو قادر على افتراس غيره من الكائنات بمهارة عالية من خلال إغراقه أولًا، كما أنّ قوّة فكّيه تؤهله لعضّ فريسته بصورة منقطعة النظير في عالم الحيوانات بأكمله، وإضافة إلى ذلك فهو قادر على حبس أنفاسه طويلًا عندما ينوي افتراس أحد الحيوانات البريّة.
يُعدّ تمساح المياه المالحة من الحيوانات المعرّضة للانقراض بسبب استهداف البشر لها للحصول على جلودها المستخدمة في الصناعات، كما أنّ جلد هذا التمساح وبيضه من الوجبات المفضلة لبعض الناس؛ ممّا دفع الدول لحماية هذا النوع بصورة قانونية ورعايته بهدف استعادة أعدادها التي كانت موجودة ومتوزعة في البحار وعلى السواحل.
تمساح المياه المالحة من الزواحف العملاقة الخطيرة؛ إذ يمكنه الانقضاض على فرائسه في البر والبحر، كما أنّه عضّته تصنّف كأقوى عضّة في عالم الحيوان، إلّا أنّه من الحيوانات المهدّدة بالانقراض نتيجة للصيد الجائر.