يُعدّ شيح ابن سينا من أكثر الأنواع التي يشيع استخدامها من الشيح، ويُعتقد أنّه يوفّر عدة فوائد للصحة، ولكن لا توجد أدلة كافية على فعاليته، وفيما يأتي ذكرٌ لهذه الفوائد:
أو ما يُعرف بالتهاب الأمعاء الناحيّ؛ حيث تُبيّن بعض الأبحاث الأوليّة وغير المؤكدة أنَّ تناول عشبة الشيح بشكلٍ يوميّ مدّة 6 إلى 10 أسابيع قد يُحسِّن من الأعراض التي يُعاني منها مرضى متلازمة كرون .
كما يُمكن أن يُحسّن المزاج وجودة الحياة لديهم، وقد يُحدُّ من كميّة مركبات الستيرويد (Steroid) التي يحتاجها الأشخاص المصابون بهذا المرض، وذلك حسب ما ذكره بحثان أوليّان صدر أحدها من جامعة فرايبورغ عام 2010، بينما صدر الآخر قبله عام 2007 من جامعة ييل.
إذ أشارت الدراسات الأوليّة إلى أنَّ تناول عشبة الشيح يوميّاً مدّة ستة أشهر يمكن أن يُقلّل من مُستويات ضغط الدَّم، بالإضافة إلى تقليل مستويات البروتين في البول عند المرضى الذين يُعانون من حالةٍ تُسمّى اعتلال الكلية بالغلوبيولين المناعيّ أ (IgA nephropathy)، كما لوحظ أنّ هذه العشبة قد تخفض عامل نخر الورم ألفا؛ وهو بروتينٌ يمثل مستوى الالتهاب في الجسم، ولكنّ هذه الفوائد غير مؤكدة، ومن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث للتأكُّد من فعاليّة الشيح في هذا المجال.
وقد ذكرت دراسةٌ صغيرةٌ نُشرت في المجلّة الأمريكيّة لأمراض الكلى عام 2010 أنّ استهلاك مُكمّلات الشيح الخالية من مركب الثوجون (Thujone) من الممكن أن يساهم في السيطرة على حالةٍ تُسمّى البيلة البروتينية (Proteinuria) بين من يعاني من اعتلال الكُلية بالجلوبيولين المناعي.
فقد ذكرت دراسة صغيرة من المركز الطبي لجامعة فرايبورغ عام 2012 أنّ استهلاك مكملات الشيح قد يخفف انخفاض الشهية بين البالغين ممن يعاني من اضطراب مزمن يرتبط ب انخفاض الشهية ، مثل: أمراض المناعة الذاتية، والسرطان، والإجهاد المزمن، والاكتئاب، أو أثناء التقدم بالعمر.
فقد ظهر بحسب دراسةٍ صغيرةٍ من جامعة فيينا عام 2010 أنّ مسحوق عشبة شيح ابن سينا يمتلك خصائص قد تقلل من تقلص العضلات في المعدة، وقد ذكرت مُراجعةٌ شاملة نُشرت في مجلّة Pharmaceutical Biology عام 2011 أنّ التأثير الذي يقلّل التقلّص العضليّ قد يعود لمحتوى مستخلص عشبة الشيح من الفلافونولات.
حيث ذكرت دراسة أولية أنّ الشيح بأنواعه قد يساهم في تخفيف التهاب المرارة ،
أجريت العديد من الدراسات لتقييم أثر عُشبة الشيح في التقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون، فقد أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلّة JBUON عام 2018، أنّ المُستخلص الميثانولي للشيح قد يُساعد بشكلٍ كبيرٍ في التقليل من الخلايا السرطانيّة في القولون والسيطرة عليها.
كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت في مجلّة Alternative Medicine Studies عام 2011، أنّ المُستخلص الإيثانولي للشيح الأبيض يُعدُّ مصدراً طبيعياً لمُضادات الأكسدة والكيميائيات النباتيّة (Phytochemicals)، التي تُساعد على التقليل من الخلايا السرطانية في القولون.
لقراءة المزيد من المعلومات حول ذلك يمكنك الرجوع إلى مقال فوائد الشيح للقولون .
أجريت العديد من الدراسات لمعرفة فائدة عشبة الشيح بأنواعها المختلفة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري، ففي مُراجعةٍ أجريت على 14 دراسة، ونُشرت في مجلّة Ancient Science of Life عام 2017، تبيّن أنّ المُستخلصات الكحوليّة والمائيّة لعُشبة الشيح تُساعد على خفض مستويات سُكر الدم بشكل ملحوظٍ وفعّال، كما أظهرت دراسةٌ صغيرة نُشرت في مجلة Clinical and Experimental Pharmacology and Physiology أنّ تناول مُستخلص الشيح الأبيض يُقلل من مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.
لقراءة المزيد من المعلومات حول ذلك يمكنك الرجوع إلى مقال فوائد الشيح للسكري .
أظهرت دراسةٌ مخبريّةٌ نُشرت في مجلة Parasitology research عام 2011 أنّ مستخلص الإيثانول للشيح الحولي وشيح ابن سينا مع نبات الأزيمينة المُفصصة (Asimina triloba) ونبات بقلة الملك يمتلك تأثيراً مُكافحاً لعدوى الديدان ويُقلل من أعراض هذا الداء الديداني (Helminthiasis).
وقد يعود ذلك لمُحتواها من المركبات النباتيّة، ولكن ما تزال هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الدراسات حول ذلك، كما ذكرت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Acta Veterinaria Scandinavica عام 2001 أنّ عشبة الشّيح قد تستخدم في تخفيف الطفيليات المعوية أيضاً.
لقراءة المزيد من المعلومات حول ذلك يمكنك الرجوع إلى مقال فوائد الشيح للبطن .
أجريت العديد من الدراسات لمعرفة التأثير الذي تمتلكه عشبة الشيح في التقليل من عسر الهضم؛ حيث ذُكر بحسب مراجعة من جامعة Sant Gadge Baba Amravati نُشرت عام 2017 أنّ المُستخلص المائيّ لشيح ابن سينا مع الإيثانول قد يساهم في تخفيف عسر الهضم ، والاضطرابات المرتبطة بالجهاز الهضمي.
ويُعتقد أنّ هذه العشبة قد تساعد على الهضم لامتلاكها خصائص مُهدِّئة للألم، ومُدرَّة للبول، ومع ذلك فإنّه يُوصى بزيارة طبيبٍ مُختصٍّ ب أمراض الجهاز الهضميّ للحصول على العلاج المُناسب.
لقراءة المزيد من المعلومات حول ذلك يمكنك الرجوع إلى مقال فوائد الشيح للمعدة .
أصبحت السّمنة من أكبر المشاكل الصحيّة في عصرنا الحالي، وبدأت العديد من أدوية التخسيس بالانتشار خاصة تلك التي تُستخلص من الأعشاب والنباتات، حيثُ أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Veterinary Science عام 2015، أنّ أحد المُركبات الموجودة في نبات الشيح الحولي والذي يُسمّى Artemisinic acid يُساعد على خفض الوزن، والتقيل من حجم جزيئات الدهون المُتراكمة في الجسم.
لقراءة المزيد من المعلومات حول ذلك يمكنك الرجوع إلى مقال فوائد عشبة الشيح للتنحيف .
يُعدُّ استهلاك عشبة الشِّيح عبر الفم بكميّاتٍ كبيرة غير آمنٍ في الغالب أثناء فترة الحمل ، وذلك بسبب احتوائها على مركب الثوجون، الذي قد يؤثر في الرحم، ممّا قد يُعرّض الحامل للخطر.
ذكرت دراسةٌ أوليّةٌ نُشرت في مجلة تقارير البيولوجيا الجزيئية عام 2012 أنّ مستخلص نبات شيح ابن سينا قد يمتلك تأثيراً يساهم في تثبيط تكاثر خلايا سرطان الثدي ، مما يمكن أن يحفز موتها المبرمج أو ما يُدعى بالاستماتة (Apoptosis) ولكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول هذا التأثير، إذ لا توجد دراسات سريرية حول مدى تأثيره في السرطان حتى اللحظة.
هناك العديد من أنواع الشيح، وفيما يأتي نذكر أبرزها:
وهي شجيرةٌ نباتيّةٌ يصل طولها إلى 1.2 متر، وتعود في أصولها إلى أوروبا، ثمّ انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وتتميّز برائحتها النفّاذة الناتجة عن محتواها من الزيوت العطريّة، وقد استُخدم مستخلصها ذو الطعم المرّ كتوابل للطعام، وفي تحضير المقبّلات كما يمكن إضافته إلى بعض المشروبات؛ كالشاي، أو القهوة.
ويتوفّرُ شيح ابن سينا بأشكالٍ ومنتجاتٍ عديدةٍ؛ حيث إنَّه يُستهلَك على شكل مسحوقٍ، وقد يتناوله البعض كمشروبٍ، بالإضافة إلى أنَّه مُتاحٌ تجاريّاً كزيتٍ عطريٍّ، كما أنَّه يُستعمَل أيضاً في صناعة الصَّبغات (Tincture)، وتحضير مُستخلصاتٍ مائيّةٍ، ويتوفر على شكل أقراصٍ، وكبسولاتٍ، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ تركيزه قد يختلف من منتَجٍ لآخر؛ وذلك تِبعاً للشركة المُصنِّعَة.
وهو شجيرةٌ قصيرة تمتلك لوناً فضيّاً مُخضراً، وتنمو في المناخ الصحراويّ إلى شبه الجاف، وتوجد في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أجزاء هذا النبات تحتوي على مركّباتٍ يُعتقد أنّها تمتلك خصائص مضادّةً للطفيليات والبكتيريا، ومخفضةً لمستويات السكر في الدم.
وتعتمد الجرعة المناسبة لاستهلاكها من هذا النبات على عدّة عوامل، مثل: العمر، والمستوى الصحي، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا توجد معلومات تحدد هذه الجرعة، ويوصى باستشارة الصيدلي أو الطبيب قبل استهلاكها.
وهو عشبةٌ تُستخدم في الطهي وتحضير بعض المشروبات، كما يُستخدم في التصنيع كمُعطّرٍ للصابون، ويعدُّ الطرخون مصدراً جيداً للبوتاسيوم ، كما يحتوي على مركباتٍ تكافح بعض أنواع البكتيريا.
ينمو هذا النبات في آسيا، وشمال أمريكا، وأوروبا، ويمتاز برائحته العطرة، وتنتج جذورُها التي ترتفع فوق التربة (Aerial root) زيتاً عطريّاً يشكل 0.1 – 1.4% من محتواه، ويمتلك هذا الزيت خصائص مضادة للأكسدة، والفطريات، والبكتيريا.
كما يمكن استخدامه كمُنكّهٍ للطعام، ويحتوي الشيح الدارج على بعض المركبات التي يُعتقد أنّها يمكن أن تسبّب انقباضاً في الرحم، لكنّ ذلك غير مؤكد، وما تزال هناك حاجةٌ للمزيد من الدراسات لتأكيد تأثيره.
ومنها ما يُسمّى بـ Levant wormseed الذي يُعدّ تناوله غير آمن؛ حيث أدّى تناول ما يقلّ عن 10 غرامات منه عبر الفم من قِبل بعض الأشخاص إلى الوفاة.
لم تُحدّد حتى الآن الجرعة الآمنة لاستهلاكها من عشبة شيح ابن سينا، ولذلك يُوصى استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استهلاكها عبر الفم، بالإضافة إلى الانتباه لاستهلاكها وفق الكميّة المذكورة على المنتج؛ إذ تختلف الجرعة الموصى بها اعتماداً على العمر، والحالة الصحيّة، وغيرها من العوامل، وذلك لتجنّب أيّة آثار جانبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المنتجات ذات المصدر الطبيعيّ لا يُشترط أن تكون آمنة.
يُعدّ شيح ابن سينا آمناً في الغالب عند استهلاكه عبر الفم بالكميات الموجودة في الطعام والمشروبات الخالية من مركب الثوجون، في حين إنّ من المحتمل عدم أمان استهلاك المنتجات التي تحتوي على هذا المركب، إذ إنّ الثوجون قد يُسبّب انحلال العضلات المُخطّطـة الهيكلية (Rhabdomyolysis)، والقصور الكلوي، والقلق، والأرق، والتقيؤ، وغيرها،
فقد يؤدي استهلاك عشبة الشيح بين من يعانون من الحساسية لنباتات الفصيلة النجمية، مثل: نبتة الأقحوان، والمخملية، والبليس المعمر حدوث ردّ فعل تحسّسيّ، ويُنصح باستشارة الطبيب قبل استهلاك هذه العشبة من قِبل الذين يعانون من هذه الحساسية.
يوصى بتجنُّب استهلاك عشبة الشيح، لقلّة المعلومات المتوفرة حول سلامتها للمرأة المُرضع.
فقد يؤدي استهلاك عشبة الشيح التي تحتوي على مركب الثوجون إلى تفاقم حالة هؤلاء المرضى حيث إنّه يسبب إنتاج مادة البورفيرين بشكل كبير لديهم.
فقد يسبب استهلاكهم لزيت نبات الشيح الفشل الكلوي ، ولذا يُوصى استشارة الطبيب قبل استهلاكه.
حيث يحتوي الشيح على مركب الثوجون، ممّا قد يزيد خطر الإصابة بنوبات الصرع لدى الذين ترتفع لديهم احتمالية الإصابة به.
يُمكن أن يؤدي تناول شّيح ابن سينا إلى الحدِّ من فعاليَّة الأدوية المُتناوَلة في حالة نوبات الصرع (Seizure)، مثل: الفنيتويين (Phenytoin)، والفينوباربيتال (Phenobarbital)، والغابابنتين (Gabapentin)، وغيرهم، لذلك فإنَّه يُوصى بتوخّي الحذر عند استهلاكه من قِبَل المرضى الذين يُعانون من النوبات، أو يتناولون أدويتها.
كما تبيّن أنّ شيح ابن سينا قد يُقلّل من فعالية الأدوية المستخدمة للجهاز الهضمي، مثل: مضادات الحموضة، ومضاد مستقبلات الهستامين، وسوكرالفات (Sucralfate)؛ وهو دواء لقرحة المعدة، ودواء فينوباربيتال (Phenobarbital) فقد يقلل مركب الثوجون من فعاليته عبر خفض عتبة نوبة الصراع، كذلك قد يتداخل الشيح مع دواء الوارفارين (Warfarin) مما يؤدي لارتفاع نبضات القلب.
عُرفَتْ عشبة الشيح (الاسم العلميّ: Artemisia) باستعمالاتها العلاجيَّة منذ القِدم؛ فقد تمَّ تسجيل استخدامها في الطبِّ الصينيِّ الشعبيّ قبل عام 168 قبل الميلاد، وينتمي هذا النبات الحوليّ إلى الفصيلة النجميّة (Asteraceae family)، كما أنّه يشتملُ على أكثر من 500 نوعٍ مختلفٍ، وسيتمّ توضيح بعضٍ منها في هذا المقال.