معلومات عن سمك القرش

تُصنّف أسماك القرش على أنّها أحد أنواع الأسماك الغضروفية، وهي تحديداً صنف من صنفي الأسماك الغضروفية المشهورة، حيث إنّ الأسماك الغضروفية تُصنّف إلى مجموعتين رئيسيتين، وهما كالآتي:
(بالإنجليزية: Elasmobranchii)؛ وتنتمي أسماك القرش إلى هذه المجموعة، حيث يوجد 8 رُتب مختلفة لأسماك القرش ضمنها، وكلّ رتبة تدلّ على خصائص فيزيائية، وبيولوجية، وسلوكيات معينة لسمك القرش فيها.
تتكوّن الأجزاء الداخلية لسمك القرش من غضاريف مرنة بدلاً من العظام، حيث تمتلك أسماك القرش هيكلاً غضروفياً، ولديها 5 إلى 7 شقوق خيشومية في كلّ جانب من جوانب رأسها، حيث تستخدم هذه الخياشيم لأغراض التنفّس واستخراج الأكسجين من الماء.
كما تمتلك أفواهاً مبطّنة بصفوف متعدّدة من الأسنان والتي تتغيّر وتتجدّد دورياً، وتختلف أشكال أسنانها وأحجامها، حيث يوجد منها ما هو مُسنّن وحادّ، ويوجد منها ما هو مدبّب كالرّماح.
وتُعدّ هذه الخطوط أنظمة استشعار تتكوّن من شبكة من القنوات المملوءة بالسوائل تحت جلد سمك القرش، حيث تتأثّر هذه القنوات بتغيّرات الضغط في المياه المحيطة بالقرش وتؤدّي إلى اهتزاز السائل الموجود في هذه القنوات، وينتقل هذا الاهتزاز إلى النهايات العصبية لسمك القرش، ثمّ تنتقل الإشارة إلى الدماغ ليكون قادراً على تحديد اتجاه حركته المناسب.
تختلف أحجام أسماك القرش عن بعضها، فأكبر أنواعها هي سمكة القرش الحوتي والتي يُمكن أن يصل طولها إلى 16.7 متراً، وتُعدّ أكبر الأسماك على وجه الأرض بشكل عام، وأصغر أنواعها هي سمكة قرش الفانوس القزم، والتي لا يتجاوز طولها ال 20 سم أيّ أنّها بحجم كفّة اليد، كما يوجد أنواع أخرى ذات حجم متوسّط مثل سمكة القرش الأبيض الكبير.
تختلف مواطن أسماك القرش باختلاف أنواعها ويتكيّف كلّ نوع منها مع البيئة المحيطة به، حيث تُعتبر أسماك القرش أسماك قابلةً للتكيّف بشكل جيّد مع بيئتها المحيطة، وتتوزّع الأنواع المختلفة من أسماك القرش بين المناطق الساحلية الضحلة، وقيعان المحيطات العميقة، وفي المحيطات المفتوحة.
تعيش في قاع البحر الأحمر على عمق يُقدّر بحوالي 2,195 متراً.
تتواجد غالباً في المياه العذبة، مثل: مياه بحيرة نيكاراغو، وبحيرة ايزابال في غواتيمالا، ونهر الزمبيزي في أفريقيا، ونهر دجلة في العراق، وعلى بعد 255 كم من أعلى نهر أتشافالجيا في ولاية لويزيانا، ومن المعروف أنّ هذا النوع من أسماك القرش قطعت مسافة تُقدّر بمسافة 1,609 كم فوق نهر المسيسيبي إلى ولاية ألينوي حّتى أغلقت السدود طريقهم.
تعتمد أسماك القرش على صيد طعامها؛ وذلك لأنّها كائنات تتصف بأنّها مفترسة وشرسة تتغذّى على حيوانات بحرية متنوّعة، ممّا يُتيح لها حريّة التنقل بشكل متكرّر في أرجاء المحيط دون الخوف من انقطاع في مصادر الغذاء.
وتتغذّى 1اسماك القرش عادةً على الأسماك والثديّات البحرية؛ كالدلافين، وحيوان الفقمة، وبعض أسماك القرش التي تصغرها حجماً، وهناك أنواع من أسماك القرش تُفضّل السلاحف، والنوارس، والقشريات، والرخويات البحرية، والعوالق المائية كوجبة غذائية لها.
تحتاج أغلب أسماك القرش لتوفر حركة دائمة للمياه حول خياشيمها التي توفّر لها الأكسجين اللازم ولهذا فإنّها بحاجة لأن تكون في حركة سباحة مستمرّة ودائمة حتّى في فترات النوم، حيث إنّها تسبح أثناء النوم في المياه ولكّن أدمغتها تكون أقلّ نشاطاً.
لكن يوجد أنواع أخرى من أسماك القرش لا تحتاج للسباحة المستمرّة في الماء لأنّ أجسامها تحتوي على فتحات تهوية صغيرة تقع خلف أعينها مباشرةً وتدفع هذه الفتحات الماء عبر الخياشيم لتتمّ عملية التنفّس.
تُشبه عملية تكاثر أسماك القرش عملية تكاثر الثديات، حيث يجب على أسماك القرش البالغة من الذكور والإناث أن تلتقي جسديّاً ليتمكّن الذكر من تمرير جاميتاته الذكرية إلى جسم الأنثى وتخصيب بيضها، وهذه العملية تختلف عن طريقة تكاثر أنواع الأسماك الأخرى، حيث تتكاثر الأسماك العاديّة بإطلاق الأسماك جاميتاتها لتلتقي مع بويضات وتُخصّبها.
إنّ أغلب أنواع سمك القرش غير قادرة على النوم لفترات طويلة، وتعوّض عنه بأخذ فترات راحة لتجديد نشاطها، من خلال النوم لدقائق قليلة جدّاً في المرّة الواحدة، ويعود السبب في عدم قدرة أسماك القرش على النوم إلى حاجتها للسباحة باستمرار حتى تتمكن من التنفس، إذ يتدفق الماء المشبع بالأكسجين عبرَ خياشيمها عندما تتحرّك.
ولكنّ بعض أنواع أسماك القرش تستطيع النوم بفضل امتلاكها خياشيم قادرة على دفع الماء الغنيّ بالأكسجين إلى داخلها دونَ الحاجة للسباحة وتحريك المياه عبرها، ومن الأمثلة عليها سمكة القرش الممرضة (بالإنجليزيّة: Nurse shark).
يوجد العديد من أنواع سمك القرش، إذ يبلغ عددها نحو 400 نوع، وفيما يأتي أشهرها:
هو أكبر أنواع الأسماك في العالم، إذ يصل طوله إلى نحو 20 م، ويصل وزنه إلى نحو 34,019 كغم، ويتميّز هذا النوع من أسماك القرش بجلده ذو اللون الرماديّ، أو الأزرق، أو البني، والذي يكون مغطى ببقع منتظمة فاتحة اللون، ويتواجد القرش الحوتيّ بكثرة في المحيط الهادئ، والأطلسي، والهندي.
يعدّ ثاني أكبر أنواع الأسماك في العالم، إذ يصل طوله إلى نحو 12 م، وبوزن يصل إلى 7,000 كغم، وقد سمّي بهذا الاسم لأنّه غالبًا ما يصعد إلى سطح المحيط ليتشمس، ومن سلوكيّاته الشهيرة؛ السباحة البطيئة للأمام مع تصفية المياه التي تدخل فمه من الفرائس.
هو أسرع أنواع سمك القرش، ويتميّز بامتلاكه زعانف قصيرة، وقد يصل طول قرش الماكو إلى ما يقارب 4 م، ويصل وزنه إلى 553 كغم، ويظهر بطنه بلون أفتح من ظهره الأزرق، ويتواجد هذا النوع بكثرة في المياه المعتدلة والاستوائية في المحيط الأطلسي، والهادئ، والهندي، والبحر الأبيض المتوسط.
يتميّز بامتلاكه عيونًا كبيرة الحجم، وأفواهاً صغيرةً، وذيل طويل يشبه السوط لجمع الفرائس وصعقهم، ويوجد 3 أنواع من هذا القرش وهي: الدراس الشائع، والدراس الجاحظ، وقرش الدراس البحري.
يعدّ من أكثر أنواع سمك القرش هجومًا على البشر، إذ يفضّل التواجد في المياه الدافئة، والضحلة، والمظللة، وبالقرب من الشاطئ، ويتميّز بامتلاكه أنفًا حادًّا، وظهرًا رماديّ اللون يصبح أفتح في الجزء السفليّ، ويصل طول هذا النوع من القرش إلى نحوِ 3.5 م، بينما يصل وزنه إلى 226 كغم.
يبلغ طول القرش الأبيض الكبير نحو 6 م، ويزن ما يقارب 1,814 كغم، وهوَ من أسماك القرش المخيفة الشرسة التي قد تعضّ البشر ولكن لا تلتهمهم، ومن طباع القرش الأبيض الغريبة أنّه يقوم بفحص فريسته قبل التهامها.
يُدعى بهذا الاسم بسبب لون جسمه، إذ يغلب على ظهره اللون الأزرق الغامق، وتكون جوانبه زرقاء فاتحة، أمّا الجزء السفليّ منه فأبيض اللون، ويصل طول سمك القرش الأزرق إلى نحو 3.6 م، ويتميّز بامتلاكه عيونًا كبيرة، وفمًا صغيرًا، وجسدًا نحيلًا، ويميل للعيش في المحيطات المعتدلة والاستوائيّة.
يعدّ قرش المطرقة من أسماك المحيطات الذي يتميز بامتلاكه رأسًا غريب الشكل مما يمنحه نطاقًا أوسعَ للرؤية، كما يعيش في المحيطات الاستوائيّة والمعتدلة، ويضم قرش المطرقة عدّة أنواع هي: رأس الجناح، والمطرقة، والمطرقة الصدفيّة، والمسكوفيد، والمطرقة الكبيرة، وأسماك القرش ذات الرأس.
أدّت المعلومات الخاطئة المنتشرة عن أسماك القرش بكونها أسماك آكلة للبشر إلى زيادة محاولات القضاء عليها وصيدها، لكنّ الحقيقة أنّ هناك 10 أنواع فقط من أسماك القرش التي تُشكّل خطراً حقيقيّاً على البشر.
أمّا باقي الأنواع فلا تُشكّل أيّ خطر على الإنسان ما لم تتعرّض لتهديد، ولهذا لا بدّ من معاملة أسماك القرش بعدالة، ودون عدوانية، وتجنّب استفزازها أو إشعارها بالتهديد لتجنّب ردّة فعلها.