تُعرف الفراشات بأنّها حشرات تستطيع الطيران في طور البلوغ، وتنتمي إلى رتبة حرشفيات الأجنحة (بالإنجليزية: Lepidoptera)، وتُسمّى بحرشفيات الأجنحة، لأنّ جلدها مغطّى بآلاف القشور الصغيرة المُترّاصة فوق بعضها بعضًا في صفوف مشكّلةً تصميمات مختلفة لكل نوع من هذه الرتبة، ويمنح الاختلاف في تصميمات أجنحة الفراشات مزيدًا من الجمال والتميّز والتفرّد.
يحتوي رأس الفراشة على عدد كبير من الأعضاء المهمة التي تُساعد الفراشة على التفاعل مع محيطها، وتُسهّل حصولها على الغذاء، وهي كما يأتي:
تُوجد قرون الاستشعار أعلى رأس الفراشة، وهي مصممة لتتبع أثر الإشارات الكيميائيّة في الهواء، والتي قد تترواح من رائحة الزهور إلى رائحة شريك محتمل، وتؤدي قرون الاستشعار دورًا مهمًا في حفاظ الفراشة على توازنها.
تتميّز عيون الفراشة بأنّها عيون مركبة، ومكونة من عدد كبير من العدسات المتجاورة التي يُطلق عليها اسم وحدات بصرية (بالإنجليزية: Ommatidia).
يؤدي وظيفة الفم، ويُساعد الفراشة على امتصاص رحيق الأزهار، والماء، وعصير الفاكهة.
تحتوي منطقة الصدر على كل الأعضاء اللازمة لحركة الفراشة في محيطها، وهي كالآتي:
يبلغ عدد أرجل الفراشة 6 أرجل موزعة على جانبي الجزء السفلي من الصدر، ولأرجل الفراشة الوظيفة ذاتها كما في الإنسان، فهي تساعد الفراشة على التسلق والمشي، كما أنها مزودة بمجسات لتتبع أثر المواد الكيميائية على الأسطح التي تسير فوقها.
يبلغ عدد أجنحة الفراشة 4 أجنحة مُغطّاة بقشور ملونة، وللأجنحة وظائف أخرى إضافة إلى الطيران، فهي تُساعد الفراشة على التخفي، كما أنّها تُساعدها على التواصل مع نوعها من خلال النمط المنقوش على أجنحتها.
تحتفظ أنثى الفراش ببيضها حتى تضعه في منطقة البطن، كما أنّها تحتوي على الآتي:
تعيش جميع أنواع الفراشات على اليابسة، ويختلف موطنها باختلاف نوعها، ورغم أنّ أغلب أنواعها تقطن في البيئات الاستوائية، إلّا أنّه يُمكن أن توجد في جميع أنحاء العالم، وفي مختلف البيئات والموائل.
ويُمكن أن توجد أيضًا في الأراضي الصحراويّة، والرطبة، والأراضي العشبية، والغابات، كما أنّ بعضها قد يعيش جزءًا من حياته في باطن الأرض، ومثال عليها الفراشات من عائلة (Lycaenidae).
يجذب ذكر الفراشة أنثى الفراشة عندما يجدها بعدّة طرق، ويُمكن أن يحدث بينهما تزاوج وتكاثر، كالآتي:
تتطور الفراشة وتنمو خلال عملية تسمى الاستحالة (بالإنجليزية: metamorphosis) والتي تعني التحول الكامل والتغير في الشكل، حيث تعيش اليرقة نمط حياة مختلف تمامًا عن نمط حياة الفراشة البالغة، كما تستهلك الفراشة أنواعًا مختلفة من الغذاء تبعًا لطورها.
وهناك 4 مراحل تمر بهم الفراشة في عملية الاستحالة، وهم كالآتي:
تضع أنثى الفراشة بيضها على أوراق النباتات، والتي ستصبح لاحقًا طعامًا لليرقات، وقد تضع الأنثى بيضها في فصل الربيع، أو الصيف، أو الخريف، تبعًا للنوع الذي تنتمي إليه الفراشة.
تعرف أيضًا بمرحلة التغذية، وفيها تخرج الفراشة من بيضتها وهي ما زالت على هيئة دودة صغيرة تظل تلتهم الطعام الذي ستحتاجه لاحقًا في طور البلوغ، وقد يزداد حجم اليرقة إلى مائة ضعف في نهاية هذا الطور، ويتغير جلدها من 4-5 مرات خلال هذه المرحلة.
وهي مرحلة التحول، إذ عندما يكتمل نمو اليرقة وتتوقف عن الطعام، فإنها تتحول إلى مرحلة الشرنقة، وقد تتدلى الخادرة من أفرع الأشجار، أو تلتصق بأوراق الشجر، أو تدفن في التربة تبعًا لنوع الفراشة، وتتراوح هذه المرحلة من عدة أسابيع إلى سنتين حسب نوع الفراشة.
تتميّز بمظهرها المختلف تمامًا عن الأطوار السابقة، فلليرقة عيون وأرجل صغيرة، وقرنا استشعار قصيران للغاية، بينما الفراشة الناضجة تمتلك أرجلًا طويلة، وقرون استشعار طويلة، وعيون مركبة.
تختلف نوعية الغذاء التي تستهلكها اليرقة عن تلك التي تستهلكها الفراشة الناضجة، ويرجع ذلك إلى اختلاف التكوين التشريحي للفم في كل طور، ولأنواع الأطعمة المختلفة ذات الأهمية حتى تكمل الفراشة دورة حياتها، ولا تأكل اليرقة أي نوع من أنواع الطعام، ولهذا نجد أن الفراشة البالغة تضع بيضها على نبات معين، لتستهلكه اليرقات الجائعة بعد خروجها من البيضة.
تطير الفراشات بحثًا عن طعام يلائمها في مساحة أكبر بكثير، وفي أغلب الأحيان، تتغذى الفراشة الناضجة على أنواع مختلفة من السوائل بواسطة خرطوم مصمم لامتصاص رحيق الأزهار، أو سوائل الفواكه المتعفنة، أو حتى من روث الحيوانات، وتبحث الفراشات عن طعامها في المناطق المشمسة المحمية من الرياح.
تُهاجر الفراشات في أواخر الصيف، أو أوائل الخريف في موعد هجرتها السنوية نحو الجنوب لتنتظر قدوم فصل الشتاء، وذلك لأن النهار يصبح أقصر، كما تزداد برودة الطقس، فتتخلى الفراشات عن أماكن التكاثر في شمال الولايات المتحدة، وكندا وتتجه جنوبًا إلى جبال وسط المكسيك، حيث يكون الجو أكثر دفئًا.
وتتجمع الفراشات على شجرات التنوب لانتظار الشتاء، وبمجرد أن يزيد طول النهار، تعود الفراشات إلى الشمال، وتتوقف في بقع معينة لوضع البيض، ليكمل الجيل التالي رحلته إلى أقصى الشمال، وقد يستغرق الأمر 4-5 أجيال حتى يعود سرب الفراشات إلى موطنه الأصلي في كندا وشمال الولايات المتحدة.
طورت الفراشات وسائلًا مميزة تحمي بها نفسها من أن تكون طعامًا للطيور، أو السحالي، أو المفترسات الأخرى، ومن أبرز وسائلها ما يأتي:
تُعدّ أولى الوسائل الدفاعية، وتًساعد الفراشة على التماهي مع محيطها، مما يجعلها غير مرئية في المجال البصري للمفترسات.
تضع فراشات بعض الأنواع بيضها على أوراق نباتات سامة، لتلتهم اليرقات تلك الأوراق مرسبة السم في أنسجتها، وعندما تدخل الفراشة في طور البلوغ، فإن أجنحتها تحمل إشارات لونية مميزة تكون بمثابة تحذير للطيور وباقي المفترسات، وتدرك من خلاله سمية تلك الفراشات وتتجنب أكلها.
توجد أنواع أخرى يتغذى الفراش الناضج فيها على النباتات السامة محاكيًا تلك التي تغذت يرقاتها على النبات السام في الأنماط اللونية وسمية الأنسجة للمفترسات، لذلك فإن الفراشات السامة لا تحاول الاختفاء، إذ تحميها الإشارات اللونية التحذيرية على أجنحتها.