ما هو الحلزون

يُمكن تعريف الحلزونات (بالإنجليزيّة: Snails) على أنّها حيوانات تنتمي لمجموعة الرخويات (بالإنجليزيّة: Mollusks)، وتشكل أكبر مجموعة منها؛ حيث يزيد عدد أنواعها عن 50,000 نوع.
ويملك الحلزون جسمًا طريًا تعتليه صدفة للحماية تتكون من الكالسيوم بشكل رئيسي، ومن معادن أُخرى يحوّلها جسده لصَدَفة صلبة بعد أكلها، ترتبط مع الجسم الطريّ بأنسجة وأربطة قوية،
ومن الجدير بالذكر أن الحلزون يتشابه مع نوع آخر من بطنيات القدم يُسمى البزّاق (بالإنجليزيّة: Slug) إلا أنّ البزّاق لا يمتلك قوقعة عليه، أما عن التصنيف العلمي للحلزون فهو كما يأتي:
تنقسم الحلزونات إلى ثلاث مجموعات رئيسية، هي: الحلزون البري، والحلزون البحري، وحلزون المياه العذبة، بالإضافة إلى أنواع أُخرى تمثّل مجموعة بسيطة، وفيما يأتي توضيح للمجموعات الرئيسية للحلزون:
يعيش الحلزون البري على اليابسة بعيدًا عن المياه، وينتشر في الجزر الاستوائية، حيث يتغذى على مختلف أنواع النباتات المتحللة، ويضع بيوضه في التربة، كما قد يظهر في المناطق الباردة، إلا أنه يفضّل درجة الحرارة المعتدلة، والجو الرطب، والتربة الرطبة.
وتختلف ألوان الحلزونات البرية وفقاً للمكان الذي تعيش فيه؛ فمثلاً تظهر الحلزونات التي تعيش على الأشجار بألوان زاهية، بينما تظهر الحلزونات التي تعيش على الأرض بألوان باهتة، وتجدر الإشارة إلى أن قارة إفريقيا تضم أكبر الحلزونات البريّة على الإطلاق، والتي قد يصل قُطر بعضها إلى 20سم.
أما فيما يخص حركتها فهي تتحرك بصورة بطيئة ولمسافات قصيرة نسبياً، إذ إنها تُفرز في أثناء حركتها مخاطًا يساعدها على الحركة، والذي يعمل أيضًا كمادة لاصقة تمكّن الحلزون من الالتصاق بالسطوح التي يتحرك عليها، كما تستخدمها الحلزونات الأُخرى لتتبع الأفراد الآخرين.
يُمكن تعريف الحلزونات البحرية على أنها حلزونات تعيش في المياه المالحة، وتتنفس بواسطة الخياشيم، حيث يمكن العثور عليها في كل محيطات العالم، امتدادًا من القطب الشمالي مرورًا بالمنطقة الاستوائية ووصولًا للمحيط القطبي الجنوبيّ.
وتنتشر بدءً من الشواطئ وصولاً إلى الخنادق البحريّة العميقة، ولمعظمها صدفة لولبية الشكل، بينما لبعضها الآخر صدفة مخروطية الشكل، والتي تجعل عملية افتراس الحلزونات البحرية أمرًا صعبًا بسبب صلابتها، مما يساهم في حمايتها.
وتعتمد الحلزونات البحرية في غذائها على النباتات البحرية؛ إذ إنها لا تمتلك أسناناً؛ إنما يتكون فمها من شريط صلب تستخدمه لطحن وتمزيق الطعام، ومن الجدير بالذكر أنها تتحرك باستخدام قدم عضلية، مخلّفةً خلفها مخاطاً أيضًا.
يعيش حلزون المياه العذبة في البحيرات، والبرك، والأنهار، والجداول، ويتواجد أكبر عدد من الأنواع منها في جنوب شرق الولايات المتحدة، إضافة إلى بحيرة تنجانيقا في إفريقيا، إذ تنتقل بين المسطحات المائية المعزولة عن طريق أقدام الطيور، وأوراق الأشجار التي تحملها الريح، والفيضانات.
ومن الجدير بالذكر أن معظمها يموت في مواسم الجفاف، إذ يتغلّب بعضها على الجفاف عن طريق إغلاق فتحة الصدفة بطبقة من المخاط، ودفن نفسها في الوحل، مما يمكنّها من البقاء على قيد الحياة لفترة تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر.
ينقسم الجسم الخارجي للحلزون إلى جزئين أساسيين، هما:
هي هيكل صلب يحمله الحلزون على ظهره، ويتكون من كربونات الكالسيوم بشكل رئيسي، وتتكون الصدفة بشكل عام من ثلاث طبقات رئيسية هي: طبقة أوستراكوم (بالإنجليزيّة: Ostracum) التي تتكون من طبقتين من كربونات الكالسيوم، وتقع تحتها طبقة الهيبوستراكوم (بالإنجليزيّة: Hipostracum)، ثم تليها أقرب طبقة للأرض وهي البيريوستراكوم (بالإنجليزيّة: Periostracum) التي تتكون من البروتينات.
كما تختلف الحلزونات في حجم الصدفة ولونها حسب نوعها، إلا أن جميعها لولبية الشكل، وقد تكون مخروطية، أو دائرية، وتكمن أهمية الصدفة للحلزون في حمايته من الأخطار المحيطة به؛ مثل الحيوانات المفترسة أو الظروف البيئية.
يكون جسم الحلزون طريًا ولزجًا، وتعتليه بقعًا داكنة اللون، وتتحرك الحلزونات بواسطة القدم التي تُنتج حركات تشبه الأمواج، كما تملك طية نسيجية تُحيط بالصدفة والأعضاء الداخلية، ويحمل الرأس زوجًا أو زوجين من المجسّات تقع عين في نهاية كل منها، وهي مزودة بمستقبلات للّمس، كما يعمل الزوج السفلي منها كعضو للشمّ.
جسم الحلزون غير مقسّم من الداخل، إلا أنه يملك أعضاءً مثل القلب، والمريء، والغدد التناسلية، والأمعاء، وفمه الموجود أسفل الرأس الذي يحتوي على لسان وأسنان تمكّنه من طحن الطعام، كما يملك عيونًا يستخدمها للتفريق بين الليل والنهار من خلال التغيرات في شدّة الإضاءة.
ويحتوي جسم الحلزون على رئة متخصصة للتنفس، بالإضافة إلى فتحة شرج في الجزء السفلي من جسمه، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يملك آذانًا ولا قناة سمعية مما يجعله أصمّاً، وعلى الرغم من افتقاره للدماغ إلا أنه يملك عقدًا عصبية تتركز فيها الخلايا العصبية.
تملك الحلزونات حواساً متعددة تساعدها على البقاء على قيد الحياة، مثل:
تتكوّن العينان عند الحلزون من كتلة جيلاتينية غير محددة الشكل ينكسر الضوء عبرها، وتقع داخل تجويف كروي الشكل، كما يتكون الجدار الخارجي للمجسّات الأمامية من خلايا شفافة تشكل طبقة جلد توفّر الحماية للقرنيّة.
وهناك أيضًا خلايا أخرى تُحيط بجسم الحلزون، يمكنها استشعار الضوء من خلالها، وهو الأمر الذي يفسّر سبب عودة الحلزون إلى صدفته عندما يقع الظل فجأة عليه؛ حيث يُعتبر هذا الأمر في البرية بالنسبة إليه خطرًا محتملًا.
يكون كامل جسم الحلزون حساسًا للّمس، وخاصة الرأس والمجسّات الموجودة عليه، فعندما يلامس الحلزون معيقًا في طريقه فإن العضلة القابضة (بالإنجليزيّة: Retractor muscle) تسبب انكماش الجزء الذي لامس المُعيق بسرعة كبيرة، وإذا كان المحفّز قويًا، فإن ذلك يسبب تراجع كامل جسم الحلزون إلى داخل الصدفة باستخدام عضلة متصلة مع مركزها.
تستشعر الحلزونات الطعام من مسافات كبيرة تصل إلى عدّة أمتار قبل أن تتحرك إليه؛ فعلى سبيل المثال يتحرك الحلزون إلى ورقة الخس لأنه اشتمّ رائحتها عن بُعد، وفي المقابل يسبّب وضع مادة كيميائية على الخس مثل حمض الخليك ابتعاد الحلزونات عنها عند أول تلامس معها، كما تبدأ بإنتاج رغوة كوسيلة للحماية.
يعتبر استشعار درجة الحرارة والرطوبة أمرًا ضروريًا لبقاء الحلزونات على قيد الحياة؛ فهي تفضّل درجات الحرارة، والأجواء الرطبة والظليلة في نشاطها، وتختبئ في النهار عندما يكون الهواء جافًا، ويمكن عادة ملاحظة تحرّك الحلزونات نحو المناطق التي تمّ ريّها حديثاً في الحدائق المنزليّة.
يمر الحلزون بأربع مراحل رئيسية في أثناء حياته، وهي:
يتمّ وضع البيض مرة واحدة كل شهر أو كل ستة أسابيع، بمعدل 85 بيضة تقريبًا في كل مرة، حيثُ تبحث الحلزونات عن تربة هشة لتستطيع الحفر فيها قبل وضع البيض، وتتمّ هذه العملية عادة في الأجواء الدافئة والرطبة.
يفقس البيض خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع، اعتمادًا على درجة حرارة التربة ورطوبتها، وأول ما تقوم به الحلزونات الصغيرة هو البحث عن الطعام؛ لذلك فهي تتناول كل ما يواجهُها بدءاً من بقايا قشور البيض الذي فقست منه وانتهاء بالبيوض الأُخرى التي لم تفقس بعد.
يرافق نمو الحلزون نُمو الصدفة الجديدة معه بشكل لولبيّ حول الصدفة القديمة التي ولدت معه، لتُصبح الصدفة القديمة في النهاية في مركز الصدفة الجديدة.
تستغرق الحلزونات فترة سنتين حتى تصل لمرحلة البلوغ وتكون قادرة على التزاوج ووضع البيض.
تتكاثر بعض الحلزونات الرئوية مرة واحدة في حياتها، ولا تعيش أكثر من سنة واحدة، وفي المقابل، هناك بعض الأنواع الأُخرى التي تتكاثر لأكثر من مرة، وتعيش فترة تتراوح بين 4 إلى 5 سنوات.
ويرتبط تكرار عملية التكاثر بتوفر الغذاء والظروف البيئية؛ مثل: عُسر الماء ودرجة الحرارة، وتمتلك بعض الأنواع من الحلزونات جنسًا منفصلًا؛ حيث يكون فيها الذكور منفصلين عن الإناث، ويوجد بعض الأنواع الخنثى التي يكون فيها الفرد ذكرًا وأنثى معًا في الوقت ذاته، كما قد تستخدم طريقة التوالد العذري حين تكون أعداد الذكور قليلة أو غير موجودة.
تساعد الخنوثة والتوالد العذري عند بعض الأنواع من الحلزونات على التغلب على مشكلة عدم وجود أفراد للتزاوج معها، أو عند انعزالها عن الأفراد الآخرين، وهناك بعض الأنواع الأُخرى التي يَستخدم فيها الذكور المجسّ الأيمن كعضو جنسيّ.
كما قد يملك عضوًا جنسيّاً متخصصًا، وهناك بعض الأنواع من الحلزونات يكون معدّل إنتاج البيض عند التزاوج بين فردين مختلفين أعلى من الحالة التي يخصّب الفرد بها نفسه.
فيما يأتي بعض المعلومات المهمة حول الصفات السلوكية للحزونات:
تحمي الصدفة الحلزون من الظروف الجوية المتغيرة؛ إذ تكون صدفة الحلزون في المناطق القاحلة أكثر سمكاً للحفاظ على رطوبة الجسم، وفي المقابل تكون أصداف الحلزون في المناطق الرطبة أقلّ سمكًا.
وهناك بعض الأنواع التي تدفن نفسها في الأرض حتى هطول الأمطار لتصبح الأرض ليّنة، ويجدر بالذكر أنه رغم امتلاك الحلزونات لأصداف قاسية إلا أنها تُعتبر كائنات ضعيفة؛ فهي صغيرة، وبطيئة، وتمتلك وسائل دفاع محدودة.
تعتبر الحلزونات كائنات ذكية وقادرة على التكيف للتعامل مع التهديدات التي تواجهُها، كما توفّر لها الأصداف الحماية من الحيوانات المفترسة؛ حيث تستخدمها لتختبئ داخلها خلال النهار من الطيور والثدييات الجائعة.
يُعتبر الحلزون حيوانًا بطيء الحركة، وينتقل من مكان للآخر باستخدام عضلة يُطلق عليها القدم، ويُشار إلى أن هذه العضلة تُنتج مادة مخاطية يتحرك فوقها الحلزون، لتُقلل الاحتكاك بين جسمه والسطح الذي يتحرك عليه، فيصبح السطح أكثر سلاسة للتحرك فوقه.
كما تنتج حركات تموّجيّة تسبب دفع جسم الحلزون للأمام، تاركًا وراءه أثرًا من المخاط.
هو طريقة تستخدمها أنواع من الفقاريات واللافقاريات للبقاء على قيد الحياة، ويتضمن عمليات عدّة منها: خفض معدل الأيض، والحفاظ على مخزون الطاقة والماء في الجسم، والتحكم بأيض النيتروجين، وعمليات أُخرى للحفاظ على الأعضاء الداخلية للحلزون.
وهناك عدّة أنواع من الحلزونات التي تقوم بالسبات الصيفيّ إلا أنها تخرج من سباتها بعد 10 دقائق عندما تُرشّ بالماء.
هو عمليّة تُغلق فيها الحلزونات فتحة الصدفة بشكل تامّ، بغطاء صلب مصنوع من الكالسيوم، بسبب انخفاض درجة الحرارة، وينخفض نشاط الحلزونات عادة في بداية شهر أبريل/نيسان، ليبدأ السبات الفعلي في شهر مايو/أيار إلى أن يكتمل في شهر أغسطس/آب.
تتغذى الحلزونات البرية على النباتات، وتفضل الأوراق السميكة والشتلات، والخضار والفاكهة، وتأكل أيضاً لحاء الشجر والزهور، بالإضافة إلى أنها تأكل الحيوانات الميتة، وهذا يجعلها من المُحللات المهمّة في دورات الطعام في الطبيعة.
كما تتناول الحلزونات البحرية أنواع الطحالب المختلفة والموجودة على الصخور والرواسب والشعاب المرجانيّة، وتحصل على الكالسيوم اللازم لأجسامها من تناول أصداف الكائنات البحرية الأُخرى أو حتى حلزونات أُخرى مثلها.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الحلزونات البحرية تُعدّ مفترسة لأنها تأكل اللافقاريات الأُخرى، كما يمكن لها أن تأكل بعضها البعض، وتحمل بعض الأنواع سموماً قاتلة في فمها لتشلّ حركة فريستها، وقد تؤذي البشر أيضاً.
تتغذّى الحلزونات البحرية التي تُربّى في أحواض السمك على الطحالب، والأصداف المُحطّمة، ومكمّلات الكالسيوم، ويُمكن إطعام الأنواع الآكلة للّحوم البطلينوس الحي، والروبيان المالح، إضافةً إلى ذلك فهي تأكل الطحالب والنباتات التي تنمو في الحوض.
أما حلزونات المياه العذبة فتتناول الطحالب، والمخلفات، والبكتيريا الموجودة على الصخور، وإذا تمّت تربية الحلزون في أحواض فيمكن إطعامها الخسّ، واللفت، والكوسا، والخيار، والبكتيريا الزرقاء، والأعشاب، ويُمكن إطعام الأنواع آكلة اللحوم الروبيان المالح.
يُصدِر الحلزون العديد من الأصوات، وكلّ صوت له استخدام معين، إذ إنّ الحلزون يُصدر كلًّا من صوت الهسهسة، أو صوت الصرير، أو الصفير، كما أنّه يصدر أصواتًا أخرى، تدل على بعض الأمور، ومنها ما يأتي:
يتميّز الحلزون بأنّه ذو فوائد وأضرار متعددة، وفيما يأتي توضيح لكل من فوائده وأضراره:
تُوجد العديد من الفوائد للحلزون، ومنها ما يأتي:
رغم فوائده المتعددة، فإنّ الحلزون له بعض الأضرار، ومنها ما يأتي:
يجب مراعاة الأمور الآتية عند تربية الحلزون في المنزل:
أفضل أنواع الحلزونات التي يُمكن تربيتها هي: الحلزون الأفريقي العملاق (الاسم العلمي: Achatina achatina)، وحلزون أفريقيا البري العملاق المعروف بالاسم العلمي (Archachatina marginata)، والاسم العلمي (Achatina fulica).
يجب اختيار مكان لا يمكن للحلزونات الهروب منه، مع مراعاة أن يكون المناخ الداخلي مناسبًا.
يجب أن يكون حجم وأبعاد المكان متناسبًا مع نظام تربية الحلزون والكميّة المُراد إنتاجها، حيث يمكن لمزرعة الحلزون أن تكون في الهواء الطلق، أو في أماكن مغلقة كالبيوت البلاستيكية، أو خليطاً بين الاثنين، فيوضع البيض ويفقس في مكان معين، ثم تُنقل الحلزونات الصغيرة إلى الخارج لتنمو وتَسمّن.
يجب أن تكون التربة غنيّة بالمواد العضوية؛ لأنها تدعم نمو وتطور الحلزونات، كما يجب حراثة الأرض قبل وضع الحلزونات فيها لتكون طرية وسهلة الحفر بالنسبة لها، بالإضافة إلى أنه يجب تغيير التربة مرة واحدة كل ثلاثة أشهر.
تتغذى الحلزونات بشكل عام على النباتات، ويجب إضافة بعض المكملات الغذائية من: كالسيوم، وفيتامينات، ومعادن، كما أنّها تحتاج إلى الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، والبروتين للنمو، ولا تحتاج الألياف والدهون؛ لأن جسمها يحتوي على كميات ضئيلة جدًا منها.