الإنترنت هو نظام اتصال عالميّ لنقل البيانات عبر أنواع مختلفة من الوسائط، ويُمكن وصفه بأنه شبكة عالميّة تربط شبكات مختلفة سواء كانت شبكات خاصّة، أو عامّة، أو تجاريّة، أو أكاديميّة، أو حكوميّة بواسطة تقنيّات لاسلكية أو ألياف ضوئية.
ويستخدم الكمبيوتر بروتوكول التحكم في الإرسال / بروتوكول الإنترنت (بالإنجليزيّة: TCP / IP) الذي يزوّده بمضيف يُمكّنه من الوصول إلى الإنترنت، وقد رفعت شبكة الإنترنت معايير الشبكات العاديّة إلى المعايير العالمية.
يتمكّن المستخدمون من الاتصال بشبكة الإنترنت من خلال عدة طرق، تتضمن الآتي:
يمثّل الإنترنت منظومة تواصل ووسيلة لنقل البيانات بواسطة الألياف الضوئية أو التقنيات اللاسلكية، ويعتمد الحصول عليه على وجود أنظمة بروتوكولات تسمح بالاتصال بشبكة الإنترنت، حيثُ يتمكن المستخدمون من خلاله من التمتع بالعديد من الخدمات منها ما يلي:
تطوّر الإنترنت بشكل كبير خلال الفترة الزمنيّة الممتدة من الخمسينيات إلى الوقت الحاضر، وخلال هذه الفترة تم إدارة شبكة الإنترنت من خلال الحكومات، والباحثين، والمعلمين، والكثير من الأفراد المتخصصين، لمواكبة زيادة الطلب على الإنترنت من قبل المستخدمين، حيث حدثت زيادة كبيرة في حجم البيانات، وتنوّع الخدمات التي تقدمها، مما أجبر المصممين على التغلب على مشاكل عدم التوافق بين أنظمة الكمبيوتر والمحتوى، وإدارة حركة البيانات، لتجنب هذه الفوضى والوصول إلى اتفاق دوليّ بشأن المعايير التقنيّة، وهذا ما أدّى إلى إحداث تطورات جوهرية في مجالات البحث، مثل؛ تطوّير أنظمة التشغيل والأنظمة التي تطبق نظرية الطابور (بالإنجليزيّة: queuing theory).
بالإضافة إلى تقسيم وظائف الشبكة إلى طبقات مُتتالية يحكمها بروتوكول قياسيّ، هي ومجموعة من القواعد التي يتم تنفيذها في البرامج أو الأجهزة، إضافة إلى التطور التقنيّ لتصميم الإنترنت بشكل لا مركزيّ وتشاركي، والذي فتح باب الابتكار وشجع على التعاون غير الرسمي مع جميع دول العالم.
لم تكن أجهزة الكمبيوتر الأولى مصممة للتفاعل مع المستخدمين أو للتواصل مع أجهزة الكمبيوتر الأخرى، بعدها بدأ علماء الكمبيوتر بتجربة نقل البيانات من جهاز إلى آخر، وكانت أشكال الشبكات في الخمسينات وأوائل الستينيات أنظمة لتوصيل الأجهزة الطّرفية بالكمبيوتر بدلاً من توصيل أجهزة الكمبيوتر ببعضها.
كانت معظم الأبحاث المتعلقة بعلوم الكمبيوتر مموّلة من الجيش الأمريكيّ نظراً للحرب الباردة القائمة مع الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت، ومنها مشروع سيج (بالإنجليزيّة: SAGE)، وهو نظام دفاعيّ محوسب للإنذار المبكر يكشف عن الهجمات الصاروخيّة، وكان المشروع مكوّناً من مراكز يحتوي كلٌّ منها جهاز كمبيوتر يتلقى البيانات عبر خطوط الهاتف من المنشآت الرادارية والقواعد العسكرية، وقد استخدم هذا المشروع تقنيّة المودم (بالإنجليزيّة: modem) وطوّرها، حيث تمّ تحويل بيانات الكمبيوتر الرقمية (بالإنجليزيّة: digital) إلى إشارات تمثيلية (بالإنجليزيّة: analog signals) يمكن إرسالها عبر شبكة الهاتف، بعدها أصبحت أجهزة المودم متاحة للاستخدام المنزليّ عام 1958.
وفر نظام الرأسمالية ونمو أنظمة النقل والاتصالات القوة الدافعة لإنشاء شبكات اتصالات ضخمة، لتمكين الشركات من مشاركة المعلومات مع بعضها البعض، مثل شركات الطيران وشركات تداول الأسهم، حيث أنشأت شركة أميركان إيرلاينز وشركة أي بي أم (بالإنجليزيّة: IBM) نظام سيبر (بالإنجليزيّة: SABRE) لحجز التذاكر عبر الإنترنت المُستند إلى نظام سيج، والذي وصل ألفي شبكة طرفيّة موجودة في الولايات المتحدة بكمبيوتر مركزي واحد، أيضاً أنشأ نظام التسعير الآلي للوكالات في الولايات المتحدة الأمريكية شبكة لأسعار الأسهم عام 1970.
اعتمدت الشبكات الطرفيّة على نموذج محوري (بالإنجليزيّة: hub-and-spoke model ) من خلال ربط العديد من المستخدمين بكمبيوتر مركزي واحد، وفي الفترة الممتدة من أواخر الستينات إلى أواخر السبعينات بنى العلماء شبكات أكثر تعقيداً تشمل أجهزة كمبيوتر متعددة، وجرّب الباحثون تقنيات جديدة لكسر الحواجز التي تحول دون تبادل البيانات بين أنظمة الكمبيوتر المختلفة، مما أدى إلى تطوّر في مجال الربط الشبكي سمح بمشاركة الحواسيب النادرة والمكلفة، التي زادت بدورها من إمكانية الوصول مع تقليل التكاليف، والقدرة على تبادل البيانات وإمكانية العمل والتواصل بين المستخدمين في أماكن مختلفة، بالإضافة إلى زيادة فرصة تطوير المفاهيم النظرية وتطبيقها بشكل عمليّ.
من أهم شبكات الأبحاث الأوليّة؛ شبكة أربانت الأمريكيّة (بالإنجليزية: ARPANET)، وشبكة أن بي أل مارك البريطانيّة (بالإنجليزيّة: NPL Mark)، وشبكة سايكلاديس الفرنسية (بلا إنجليزية: CYCLADES)، وقد استخدمت هذه الشبكات تقنية اتصالات جديدة تسمى الرُزَم المتبادلة (بالإنجليزيّة: Packet switching)، حيث يتم تقسيم البيانات المرغوب إرسالها إلى وحدات صغيرة تسمى الرُزَم والتي تُرسل عبر الشبكة بشكل منفرد، وسمح هذا بزيادة كفاءة الوصلات، إضافة إلى القدرة على إرسال الرُزَم من نفس الاتصال إلى وجهتها بطرق مختلفة، مما سمح بتوزيع حركة المرور بين الروابط، والاستجابة إلى أي انهيار في الشبكة عن طريق توجيه حركة المرور إلى مكان آخر، ممّا وفر المرونة ومنع الازدحام وزاد موثوقية الشبكة.
كان التطبيق الإلكتروني الأكثر نجاحًا لشبكات الأبحاث هو البريد الإلكترونيّ، والذي أصبح خدمة قياسية في أوائل السبعينيات، ونال شعبية مفاجئةً لأنه قدّم فرصة غير مسبوقة للتفاعل المستمر مع المستخدمين البعيدين، وعلى الرغم من أنّ الشبكة لم تكن متاحة لعامة الناس، إلا أنها أنتجت حلولاً للمشاكل التقنية اللاحقة، وكانت مورداً مهماً مهّد للابتكار في المستقبل، كما أن الجهود المبكرة لبناء شبكات دوليّة متعددة الأطراف ساهمت في التعاون العالمي لتطوير الإنترنت.
في منتصف السبعينيات تزامن ظهور شبكات الأبحاث مع ثلاثة أنظمة أخرى هي: الشبكات الخاصّة التي قدمتها شركات الكمبيوتر، والشبكات العامّة التي تم بناؤها بواسطة شركات الاتصالات الوطنية، والشبكات الشعبيّة التابعة للأفراد.
قدمت شركات الكمبيوتر مثل آي بي أم تقنيّة تبديل الرُزَم الخاصة بها بعد نجاح تقنيّة الرُزَم المتبادلة في شبكات الأبحاث، مثل نظام بُنية الشبكات، وخدمات زيروكس الشبكيّة (بالإنجليزيّة: Xerox Network Services) وغيرها، واستخدمت العديد من الشركات الشبكات الخاصّة، وكانت موزعة بشكل أكبر تُمكّن من الوصول إلى البيانات بشكل مستقل ومركزيّ، وبذلك عكست الحاجة نحو العولمة الاقتصادية التي تسارعت في الثمانينيات وما بعدها، إلا أنها لم تكن متوافقة مع أجهزة الكمبيوتر من شركات منافسة مما أدّى إلى عقبةٍ أمام بناء شبكة وطنيّة أو دوليّة، بالإضافة إلى أنّها لم تلتزم بالمعايير التقنية المعمول بها، لذلك أعلنت شركات الاتصالات الوطنيّة في أوروبا وكندا واليابان عن خطط لبناء شبكات بيانات ستكون متاحة لأي مستخدم، بغض النظر عن ماركة الكمبيوتر المُستخدَم لتزويد الجمهور ببديل.
قدمت شبكات البيانات العامة أول وصول عبر الإنترنت لكثير من سكان العالم، كما وفرت أنواع جديدة من المحتوى والخدمات مما جعلها أكثر صلة بالمستخدمين غير التقنيين، حيث قدمت شركة فرانس تليكوم نظام ميني تِل (بالإنجليزيّة: Minitel)؛ وهي شبكة طرفيّة مجانيّة تمكّن المستخدمين من الوصول إلى دليل مجاني على الإنترنت ومجموعة متنوعة من الخدمات المدفوعة، كما قدمت نموذجاً أوليّاً للتجارة الإلكترونية، تمثّلت بشراء تذاكر الطيران، وتجارة التجزئة عن طريق البريد، والخدمات المصرفية وتداول الأسهم.
استخدمت شبكات البيانات العامّة منخفضة التكلفة نفس البرامج واتصالات الطلب الهاتفي البسيطة لتبادل البريد، وغيرها من الخدمات بين المستخدمين غير الرسميين وسُميّت بالشبكات الشعبيّة، وكان أشهرها شبكة يوزنت (بالإنجليزيّة: USENET) باستخدام بروتوكولات يونكس، وشبكة بِت نِت (بالإنجليزيّة: BITNET) باستخدام بروتوكولات أي بي أم، ووفرت هذه الشبكات الاتصال للأشخاص الذين لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى البنية الأساسية للشبكات الرسمية.
رغب العلماء والباحثون في ربط شبكة أربانت فتم استحداث نظام داربا (بالإنجليزيّة: DARPA) الذي يستخدم شبكتين جديدتين للربط هما؛ اتصالات الراديو اللاسلكيّة والأقمار الصناعية، إلا أنه واجه بعض المشاكل، فالوصلات اللاسلكية كانت غير موثوقة، والأقمار الصناعية واجهت حالات تأخير، إضافة إلى أنّ بروتوكولات أربا نِت الأصليّة لم تكن مناسبة لمثل هذا النظام المترابط المتنوع، فاستمرّ البحث عن تقنيّة جديدة للربط.
دفع التطور التقني إلى زيادة استخدام الشبكات المحليّة مما أدى لاختراع شبكة إيثرنت، من قِبَل روبرت ميتكالف الذي استفاد من شبكة سابقة تسمى ألوهانيت في التصميم، وكانت إيثرنت قائمة على تقنية جديدة تسمى الوصول العشوائي التي سمحت للعديد من المستخدمين بمشاركة قناة اتصال دون الحاجة إلى إجراءات توجيه معقدة.
كما ساعدت بساطة تصميم الوصول العشوائي في جعلها منخفضة التكلفة لعدد كبير من المستخدمين، وفي أوائل الثمانينيات أصبحت شبكة إيثرنت متاحة تجاريًا وتم اعتمادها في الجامعات والشركات والمؤسسات الأخرى، إلا أنّ أنظمة الوصول العشوائي لم تضمن اتصالاً موثوقاً فظهرت الحاجة إلى نظام جديد.
ومن الاختراعات المهمّة التي ساهمت في النمو العالمي للإنترنت هو نظام اسم النطاق (بالإنجليزيّة: Domain)، الذي أنشأه بول موكابيتريس عام 1984، والذي يعمل على إلغاء البحث عن العناوين من خلال إنشاء مجموعات من الأسماء تسمى المجالات، وأجهزة كمبيوتر خاصة تسمى خوادم (بالإنجليزيّة: servers ) التي تحتفظ بقواعد بيانات العناوين التي تتوافق مع كل اسم مجال.
يُعدّ الإنترنت شبكة ضخمة من الشبكات والبُنية التحتية لربط ملايين أجهزة الكمبيوتر معًا على مستوى العالم، والتي تُمكّن أيَّ جهازي كمبيوتر من الاتصال بواسطته، أمّا شبكة الويب العالمية (بالإنجليزيّة: World Wide Web) هي نموذج لتبادل المعلومات وطريقة للوصول إليها، تمّ بناؤها استناداً إلى شبكة الإنترنت.
ينجم عن استخدام الإنترنت أضرار عديدة، منها ما يأتي: