تعدّ التغذية الجيّدة لمريض الكلى أمراً ضروريّاً للمساعدة على تقوية الجسم وتعزيز صحّته، وهذا يتطلّب تناول الأنواع، والكميات المناسبة من الطّعام يوميّاً، الأمر الذي يمكنه أن يساعد على تعزيز وظائف الكلى، وتحسين صحّة الشخص بشكلٍ عامٍ لفترةٍ أطول، ومن الجدير بالذّكر أنّ أمراض الكلى تجعل الشخص يشعر بالتّعب، وقد تحدّ من الشهية أيضاً، كما أنّها قد تُؤثّر في نكهة الطّعام؛ وذلك بسبب تراكم الفضلات النّاتجة عن الطّعام في الدّم بدلاً من التخلّص منها عبرَ الكليتين.
ويُشار إلى أنّ التغييرات الواجب اتّباعها فيما يتعلّق بالنّظام الغذائيّ لمريض الكلى تعتمد على مدى كفاءة عمل كليتيه؛ إذ إنّ هناك 5 مراحل لمرض الكلى، وتُعدّ المرحلة الأولى أخفّ مرحلةٍ من المرض، في حين إنّ المرحلة الخامسة والأخيرة تعني أنّ حالة الشخص بدأت تصل أو وصلت إلى فشل الكلى (بالإنجليزية: Kidney failure)، وتختلف التوصيات الغذائيّة والأطعمة المسموحة والممنوعة حسب المرحلة التي يعاني منها، وكمثالٍ على ذلك؛ نذكر ما يأتي:
ويجدر التنبيه هنا إلى أنّ من المهمّ لمريض الكلى التحدث إلى مقدم الرعاية الصحيّة لمعرفة احتياجاته الغذائيّة بشكلٍ خاص، واتباع تعليمات الطبيب .
نذكر فيما يأتي بعضاً من الأغذية التي قد تكون مفيدةً لمرضى الكلى:
تُعدّ أحماض أوميغا 3 أوميغا 3 الدّهنيّة من العناصر الغذائيّة الضروريّة للجسم، إذ إنّه يحتاجها للقيام بالعديد من الوظائف؛ كالتحكّم بعمليّة تخثّر الدّم (بالإنجليزيّة: Blood clotting)، وبناء الأغشية الخلويّة في الدّماغ، كما أنّها تساهم في الحدّ من خطر الإصابة بمشاكل في ضربات القلب، وتُقلّل من ضغط الدّم، ومستويات الدهون الثلاثيّة (بالإنجليزيّة: Triglycerides)، ومن الجدير بالذّكر أنّ الجسم لا يستطيع إنتاج أوميغا 3، وإنّما يجب الحصول عليه من مصادره الغذائيّة؛ كالأسماك ، ومنها: السلمون، والسردين، وسمك الماكريل (بالإنجليزيّة: Mackerel)، والرنجة: (بالإنجليزيّة: Herring)، والتونة البيضاء.
تجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الفواكه والخضروات تحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من البوتاسيوم، قد يُنصح بعض مرضى الكلى بتقليل استهلاك البوتاسيوم، ولذلك يجب الانتباه إلى كميّات البوتاسيوم الموجودة في الأطعمة المتناولة، ومعرفة الكميّات التي يحتاجها الجسم من هذا العنصر دون زيادة، وذلك بالتعاون من الطبيب أو أخصائيّ التغذية .
ونذكر من الفواكه والخضروات التي قد تكون مفيدةً لمرضى الكلى ما يأتي:
يُعرَف زيت الزيتون بفوائده الصحيّة العديدة، كما أنّه يُعدّ خياراً صحيّاً لمرضى الكلى أيضاً؛ وذلك لخلوّه من الفسفور، واحتوائه على الدّهون الصحيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ زيت الزيتون يُعدّ غنيّاً بنوعٍ من الدهون الصحيّة تُعرَف بالدهون الأحادية غير المشبعة (بالإنجليزيّة: Monounsaturated fat)، ومن أهمّها الحمض الدّهنيّ المعروف باسم حمض الأولييك (بالإنجليزيّة: Oleic acid)؛ والذي يتميّز بخصائصه المضادّة للالتهابات، كما أنّ هذه الدّهون تبقى مستقرّةً على درجات الحرارة المرتفعة؛ ممّا يجعل زيت الزيتون خياراً صحيّاً لطهي الطعام، وإضافةً إلى ذلك فإنّ مرضى الكلى في المراحل المتقدّمة يُعانون من عدم القدرة على الحفاظ على الوزن؛ وقد يكون استخدام زيت الزيتون كطعامٍ صحيٍّ مرتفع السعرات الحراريّة مفيداً في هذه الحالات.
يُنتَج البرغل (بالإنجليزيّة: Bulgur) من حبوب القمح الكاملة، ويُشكّل بديلاً صحيّاً للحبوب الكاملة الأخرى التي تحتوي على نسبٍ عاليةٍ من الفسفور، والبوتاسيوم، وهو غنيٌّ بالبروتينات النباتيّة، والألياف الغذائيّة المهمّة لعمليّة الهضم، كما أنّه يحتوي على كميّةٍ جيّدةٍ من المغنيسيوم، والمنغنيز، والحديد ، وفيتامينات ب.
قد يحتاج مريض الكلى إلى ضبط مدخول الجسم من العديد من العناصر الغذائيّة المهمّة، وفيما يأتي توضيحٌ للأغذية التي ينبغي تجنّبها أو الحدّ من تناولها؛ وذلك بعد استشارة الطّبيب المختصّ، والتحقّق من التعديلات التي يجب إجراؤها في النظام الغذائيّ:
يُعدّ البروتين من العناصر الغذائيّة الأساسيّة لبناء الجسم، ونموّه، وتعزيز صحّته، وشفائه، وقد يسبب نقصه في الجسم العديد من المشاكل؛ إلّا أنّ ارتفاع مستوياته يُمكن أن يُحدث أضراراً أيضاً، لذلك فإنّ من الضروريّ تحديد نسبة استهلاك البروتين وضبطها للحفاظ على الصحّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الكميّة الموصى بتناولها من البروتينات تعتمد على عدّة عوامل، مثل: حجم الجسم، والوضع الصحيّ للشخص، بالإضافة إلى النشاط البدنيّ، وفيما يتعلّق بمرضى الكلى؛ فينصح الأطبّاء بالحدّ من الكميّات المتناولة من البروتين، أو تغيير مصادره؛ وذلك لأنّ ارتفاع مستوياته يمكن أن يتطلّب مجهوداً أكبر من الكليتين، ممّا قد يُسبّب المزيد من الأضرار، كما يوصى باستشارة الطّبيب أو المختصّ لتحديد الكميّة التي يجب تناولها من البروتين، والمصادر الأفضل للحصول عليه، وفيما يأتي مجموعةٌ من الأغذية العالية بالبروتين:
يتوفّر الصوديوم بشكلٍ طبيعيٍّ في العديد من الأطعمة، وأبرزها؛ ملح الطّعام، ويُساهم هذا العنصر في الحفاظ على توازن الماء في الجسم، كما أنّه يُؤثّر في مستويات ضغط الدّم، ومن الجدير بالذّكر أنّ نسبته الطبيعية في الجسم يتمّ التحكم بها من خلال الكلى، ولكن في حالة الإصابة بمرض الكلى المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic kidney disease)، يتراكم الصوديوم والسوائل، في أجسام المرضى، ممّا يُسبّب العديد من المشاكل الصحيّة، مثل: ارتفاع ضغط الدّم، وضيق التنفّس، وتراكم السوائل حول القلب والرئتين، وتورّم الكاحلين، لذلك يُوصى بأن يقلّ معدل الاستهلاك اليومي من الصّوديوم عن غرامين، وفيما يأتي مجموعةٌ من الاجراءات التي يُنصَح باتباعها للحدّ من كميّة الصوديوم المستهلكة:
يُساعد عنصر البوتاسيوم العضلاتِ والأعصابَ على أداء وظائفها، وعند ارتفاع مستوياته، أو انخفاضها، فإنّ الدماغ والخلايا العصبية في الجسم لا تؤدي وظائفها بشكلٍ جيّدٍ، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ المرضى المصابين بالفشل الكلويّ قد يُعانون من ارتفاع نسبته، لذلك فقد يتطلّب الأمر الحدّ من تناول الأطعمة العالية بالبوتاسيوم، ويُشار إلى أنّ البوتاسيوم يتوفر في العديد من أصناف الفواكه والخضروات؛ كالموز، والبرتقال، والبطاطا، والأفوكادو ، والبروكلي المطبوخ، وغير ذلك من الأطعمة، ومن الجدير بالذّكر أنّه يجب استشارة الطّبيب لمعرفة كميّة البوتاسيوم المسموح باستهلاكها ضمن النظام الغذائيّ.
يُحافظ الفسفور، بالتوازن مع عنصر الكالسيوم، على صحّة العظام، إلّا أنّ مرضى الكلى يُعانون من تراكمه في الدّم؛ ممّا يُسبِّب لهم ضعفاً في العظام، ومن الجدير بالذّكر أنّ الفسفور يوجد بشكلٍ طبيعيٍّ في الأطعمة الغنيّة بالبروتين؛ كاللّحوم، والمكسّرات، والدّواجن، وغيرها، كما أنّه يُضاف إلى العديد من الأطعمة المُصنّعة؛ كاللانشون (بالإنجليزيّة: luncheon-meat)، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الفسفور المُضاف قد يُسبّب ارتفاعاً في مستويات فسفور الدّم أكثر من الفسفور الموجود بشكلٍ طّبيعيٍّ في الطعام، ويُشار إلى أنّ أخصائيّ التغذية يمكنه مساعدة المريض على أخذ كميّات البروتين التي يحتاجها دون زيادة مدخول الجسم من الفسفور .
إنّ الحدّ من تناول السكريّات والنشويّات من قِبَل مرضى السكري، أو المصابين بالسمنة، يُمكنه تعزيز صحّة الجسم، ويُنصَح باستشارة الأخصائيّ لتحديد الكميّات الموصى بها يوميّاً من الكربوهيدرات، والأغذية العالية بالسكريات والنشويات، والتي يُنصَح بالحدّ منها، ما يأتي:
يُطلق مصطلح السوائل على أيّ طعامٍ موجودٍ في الحالة السائلة في درجة حرارة الغرفة؛ كالمثلجّات، ومكعّبات الثلج، واللّبن، كما تتوفّر السوائل في العديد من الأطعمة، مثل: الأرز، والسلطة، والمعكرونة المطبوخة، والحساء، والبطيخ ، وعلى الرغم من أنّه يُمكن تناولها بالكميّات التي يرغب بها الشخص؛ إلّا أنّ بعض مرضى الكلى قد يحتاجون إلى الحدّ منها، بينما يُمكن للبعض الآخر عادةً استهلاكها ضمن قيودٍ أقلّ؛ كالمرضى الذين يتلقَّون العلاج عبرَ الديلزة البريتونية (بالإنجليزيّة: Peritoneal dialysis)، أو غسيل الكلى المنزلي، والجدير بالذّكر أنّه يمكن استشارة الطّبيب أو الأخصائيّ للمساعدة على ضبط كميّات السوائل المسموح باستهلاكها يوميّاً.
نشير هنا إلى أنّ الكميّات التي يحتاجها الفرد من السعرات الحراريّة ، وكميّة الطعام تختلف من شخصٍ لآخر، لذلك يُوصى باستشارة الطّبيب المختصّ للمساعدة على اتباع نظامٍ غذائيٍّ مناسبٍ لمريض الكلى، ويُشار إلى أنّ بعض أخصائيي التغذيّة مُختصون بالنظام الغذائيّ لمرضى الكلى، ويمكن للأخصائيّ أيضاً المساعدة على إعداد نظامٍ غذائيٍّ يتناسب مع الوضع الصحي للشخص بشكلٍ عام .
وفيما يأتي مثالٌ على رجيمٍ غذائيٍّ لمريض الكلى يحتوي على 1800 سعرةٍ حراريّةٍ، وبروتينات محدّدة، بالإضافة إلى كميّاتٍ محدودة من البوتاسيوم، والفسفور، والصوديوم:
بشكلٍ عامٍ؛ فإنّ معظم المصابين بأمراض الكلى المزمنة يُمكنهم الحصول على جميع الفيتامينات والعناصر الغذائيّة اللازمة عبر اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ ومتوازنٍ، ولكن قد يتمّ تقييد المريض بما يجب استهلاكه عندما يوصي الطّبيب أو المُختصّ بذلك؛ فيضع خطّةً تناسب احتياجات ونمط حياة المريض.
ويُشار إلى أنّ القيود التي توضع على المريض تعتمد على مرحلة المرض التي وصل إليها الشخص، وسبب الإصابة به، والأدوية التي يتناولها، بالإضافة إلى نتائج فحوصات الدّم، والحالة الصحيّة للمريض؛ كأن يكون مُصاباً بأمراضٍ أخرى، مثل: السكريّ . وإضافةً لما سبق من الأغذية المناسبة لمرضى الكلى والأغذية التي يجب عليهم تجنّبها، نذكر فيما يأتي بعض النصائح فيما يتعلق بتغذيتهم:
كما ذكرنا سابقاً؛ فإنّ هناك مراحل لمرض الكلى، وتُعدّ المرحلة الخامسة والأخيرة هي الأشدّ، وقد يُصاب المريض خلالها بفشلٍ في وظائف الكلى، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يوجد برنامجٌ غذائيٌّ واحدٌ مناسب لجميع مرضى الفشل الكلويّ، إذ إنّ أنواع الأطعمة والمُكمّلات الغذائيّة المُوصى بها تعتمد على العديد من العوامل، وقد تختلف من وقتٍ لآخر، وفي البعض الحالات يمكن أن يلجأ الطبيب إلى تحويل المريض إلى أخصائيّ بهدف إرشاده حول كيفيّة اختيار الأطعمة والمكمّلات الأنسب لحالته.
ويُشار إلى أنّه يُوصى للمريض الذي يخضع لغسيل الكلى في مرحلة الفشل الكلويّ بتغيير نظامه الغذائيّ؛ حيث إنّه يحتاج إلى كميّات أكبر من البروتين، كما أنّه قد يحتاج إلى الحدّ من كميّات السوائل والأملاح، وبعض العناصر الغذائيّة؛ كالبوتاسيوم، والفسفور، وعلاوة على ذلك فإنّه بحاجةٍ إلى اتّباع خطّةٍ غذائيّةٍ خاصّة، والتي يُمكن أن يساهم في إعدادها أخصائيّ أمراض الكلى؛ بحيث تكون مناسبةً لاحتياجات المريض .
كما تجدر الإشارة إلى أنّ احتياجات المريض تعتمد على نوع غسيل الكلى الذي يتلقّاه المريض أيضاً، ولذلك يُوصى باستشارة الطّبيب للتحقّق من أنّ النظام الغذائيّ مناسب للحالة الصحيّة للشخص، بالإضافة إلى عدم تغيير النظام الغذائيّ دون استشارة الطبيب أيضاً .
وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول الطعام الصحيّ يُعدّ أمراً ضروريّاً لصحّة الجميع بشكلٍ عام؛ ولمرضى الفشل الكلويّ بشكلٍ خاصّ، حيث إنّه يُزوّد الجسم بالطاقة اللازمة للعديد من الأمور، مثل: القيام بالوظائف اليوميّة، والحدّ من خطر الإصابة بالعدوى، وبناء العضلات والحفاظ عليها، بالإضافة إلى المساعدة على الحفاظ على الوزن الصحيّ.
إنّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ يُزوّد الجسم بالكميّات المناسبة من العناصر الغذائيّة الضروريّة، كما يأتي:
يُوصى مرضى الفشل الكلويّ بالحدّ من الأطعمة الآتية:
هناك مجموعة من الأطعمة التي يُسمح بتناولها من قبل مريض الكلى، فهل تعرف ما هي؟: