كيف تتخلص من الأفكار السلبية

يمرّ الإنسان في حياته بالعديد من المواقف والقرارات الحياتيّة، التي يفكّر فيها ويحللها ويفسّرها بهدف فهمها واتخاذ القرارات بشأنها. وقد يعاني الإنسانُ من مشكلةِ الأفكار السلبيّة التي تسيطر عليه عند مروره بموقفٍ في حياته، مما يجعله يبالغ في تقييم المواقفِ، وينظر إليها ولنتائجها نظرةً تشاؤميّة، فيكون الإنسانُ عالقاً في أحداثٍ حصلت في الماضي، تجعله قلِقاً وخائفاً من المستقبل، ويعيش الحاضر بمشاعر سلبيّة ومزاجٍ مضطرب. وقد تزداد حدّة الأفكار السلبيّة بسبب عدم ثقته بنفسه وعندما يكون غير قادرٍ على اتخاذ القرار ومتردداً خوفاً من النتائج. وهذا التفكير السلبي يسبب للإنسان الكثير من المتاعب في حياته، ويجعله يعيش في حالةٍ من الاكتئاب، وعدم الرضى، وحرمانه من الاستمتاع في الحياة، لأنّه يجد في كلّ موقفٍ شيئاً سلبيّاً حتى وإن كان إيجابيّاً.
يعيش الفرد كثيراً داخلَ عقله، يفكّر في حياته وما قد يصبح عليه مستقبلاً، فيبقى عالقاً في أفكارٍ سلبيّةٍ تشغله عن حاضره. لذا لا بدّ من السيطرة على هذه الأفكار، والحدّ من تسربها للحاضر وإفساده. إذ توجد بعض الطرق التي تساعد على ذلك ومنها:
إنّ معرفة الأسباب الحقيقيّة وراء التفكير السلبيّ، تساعدُ على فهمه وإدراكِ المصدر الذي يغذيه، فيسهل استئصاله والتخلص منه. ومن أهم الأسباب التي تولّد الأفكار السلبيّة لدى الفرد:
تتراكم الأفكار السلبيّة في الإنسان وتؤثّر على حياته بمختلف جوانبها من الناحية الاجتماعيّة والشخصيّة وتصنع منه شخصاً سلبيّاً، دائمَ الشكوى واللّوم والنقد، فتدمّر علاقاته الاجتماعيّة. ويتسبب التفكير السلبيّ بضعف ثقة الإنسانِ بنفسه، ويترتب عليه خلق مشاعر الكره والحقد على النّاسِ؛ لشعوره بأنّهم أفضل منه. ولأنّه يفكر بسلبيّة يتسبب ذلكَ بمقاومته لأي تغيير في حياته، ويصاب بالإحباط فيفقد الرغبة بالتطوّر والتقدم، ويكون شخصاً بلا إنجازاتٍ حياتيّة. ومن الناحية الصحيّة فإنّ التفكير السلبيّ يزيد فرصة تعرّض الشخصِ للأمراضِ النفسيّة والعضويّة، كالسرطان وارتفاع ضغط الدّم، وأمراضِ القلقِ والاكتئاب التي تحتاج طبيباً نفسيّاً لعلاجها، وذلك؛ لأنّ العقل يلعبُ دوراً أساسيّاً في صحة الجسد.