تتطور العلاقات بطبيعة الحال في هذه الحياة، فقد اعتاد الابن على قضاء الوقت ومشاركته مع والديه وأسرته، ثم يأتي الوقتُ ليعطي جزءً من مشاعره لزوجته التي اختارها، وفي بعض الأحيان قد يحتار الرجل في طريقة إرضاء والدته وزوجته، وإعطاء كل منهما الحب والاهتمام دون أن يُقصّر في حق الطرف الآخر، وهنالك بعض النصائح التي قد تساعده على كسب ودّ ورضا كليهما، ومنها ما يأتي:
يعد الاحترام والتقدير من أهم مظاهر الحب التي يُبديها الرجل لوالدته وزوجته، فهما الامرأتان العظيمتان في حياته، وسعادتهما شيء مهم بالنسبة له، ويُمكن إظهار الاحترام من خلال الجلوس معهما وسؤالهما عن أحوالهما باستمرار، ومراعاة اهتماماتهما ومحاولة إسعادهما وخاصةً عندما تبدو علامات التوتر عليهما أو عندما تشعران بالضيق، والمسارعة في تقديم المساعدة لهما دائماً، إضافةً لمصارحتهما وبيان أهميّة وجود كل منهما في حياته، فيُظهر امتنانه لأمه التي تعبت عليه منذ البداية وبذلت مجهوداً عظيماً في جعله رجلاً قادراً على تحمل المسؤولية، وأن ثمار مجهودها صنعت منه رجلاً حقيقيّاً قادراً على بناء أسرة ناجحة مع زوجته، وبنفس الوقت تقدير زوجته وتقدير جهودها واعتبارها النصف مكمّل له.
يستطيع الرجل توطيد العلاقة مع الأم والزوجة بالطرق الآتية:
يجب على الرجل المساواة بين الأم والزوجة عند تلبية حاجة كلٍ منهما، وتجنب تفضيل واحدة عن الأخرى، مع مراعاة تفهم أن طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة تختلف عن العلاقة بين الرجل وأمه مما يستدعي وجود بعضٍ من الفروقات، لذلك يجب عدم المقارنة أو تخيير الزوج بينهما في حال تقصيره بأمر ما، كما يتوجب على الزوج الاتفاق معهما وتوضيح هذه النقطة؛ لتجنب سوء الفهم لاحقاً.
تتضمن الحياة الزوجيّة، والعلاقة الأسرية بين الأم وابنها، بعض الخصوصيات التي يجب احترامها من قبل جميع الأطراف، من خلال عدم التدخل بشؤون بعضهم أو قرارتهم، أو اختراق خصوصيتهم واستخدام ممتلكاتهم بدون إذن، ويُمكن للزوج أن يُصارح والدته وزوجته ويتفق معهما بطريقة مهذبة منذ البداية، ويُحدد الأمور الواجب الحفاظ على سرييتها في علاقته مع كل منهما.
حيث أن الثقة أساس العلاقات الناجحة بغض النظر عن أطرافها، وبالتالي يجب على الزوج بناء الثقة وتعزيز قيمة الولاء مع كل من زوجته ووالدته لكسب ودّهما ورضاهما، وذلك من خلال اتباع نهج الصدق، وتجنب الإخلال بالعهود مع أي منهما، والاعتذار عن أي خطأ غير مقصود قد يُزعزع ثقتهما به، ليجعلهما يُؤمنان به ويعتمدان عليه كرجل حقيقي، لن يخذلهما أبداً.
تحدث المشاكل في الحياة كمُنكهات طبيعية تساعد على تقريب المسافات بين الأشخاص، ولكنها قد تضع الرجل في موقف صعب ومحيّر عندما تكون بين أمه وزوجته؛ لأنه ببساطة لا يستطيع تجاهل مشاعر أي منهما، أو إسعاد واحدة على حساب الأخرى، مما يسبب التوتر في العلاقة عندما يجتمعان، فيقف الزوج محتاراً، ويعجز عن إرضائهما، ولكن يُمكنه اتباع الخطوات الآتية لحل هذه الخلافات:
يُعد حب الأم أعظم أنواع الحب وأصدقها، ولا يمكن للمرء مهما علا شأنه أن يُنكر فضلها عليه، وتزداد مشاعر الحب تجاه الوالدين عندما يُجرب الزوجان الشعور بالأمومة والأبوة، فينفطر قلبهما على أطفالهم، ويُدركان كميّة العطاء العظيمة التي قدمها الولدان، فيعجزون عن شكرهم ورد الجميل لهم، كما أن ابتسامة الأم العذبة تشفي وتزيح كل هم، وهي كالبلسم العذب يروي الفؤاد ويُعيد للحياة طعمها ورونقها.
أما الزوجة فهي الحسناء الرقيقة، والضلع الناعم المُكمّل للرجل، وهي شريكة العمر والأساس في بناء الأسرة، وتربيّة الأبناء التي اختارها الزوج ليعيش معها الحياة بحب ومودّة وتناغم، بحيث يتجاوزان مصاعب وعقبات الحياة يداً بيد، ليُحققا التوازن والسعادة.