اختلف العلماء في تحديد عدد القارات حسب المعايير الموضوعة، لذلك أشار البعض إلى أنّ عدد القارات يبلغ خمس قارات، بينما ذكر البعض أنّ القارات تبلغ ست قارات، وأشار عُلماء آخرون إلى أنّ عدد القارات يصل إلى سبع قارات وقد أيّدت ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تُدرّس ذلك في مناهجها.
هذه القارات هي: إفريقيا، والقارة القطبية الجنوبية، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وآسيا، وأستراليا، وأوروبا، وعلى الرغم من ذلك يُشير العديد من علماء الجيولوجيا إلى أن هناك ست قارات فقط وهي: إفريقيا، والقارة القطبية الجنوبية، وأستراليا، وأوراسيا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، وذلك كما يُدرّس الطلاب في معظم أنحاء أوروبا؛ إذ يؤمن المعلمون أنّ كلاً من أمريكا الشمالية والجنوبية قارة واحدة.
تُعدّ كلٌّ من أوروبا وآسيا قطعةً أرضيةً كبيرة المساحة وذلك من الناحية الجيولوجية، ولكن يُعدّ كلّ منهما قارة مُختلفة ومنفصلة عن الأخرى، وذلك تِبعاً للثقافات المختلفة للقارتين.
كما أنّ كلًّا من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، قارتين منفصلتين تماماً، على الرغم من أنّ الحدّ الذي يفصل بينهما هو ممر مائي بشري الصُنع، ولولاه لما كانتا منفصلتين، ويعود بناء هذا الممر إلى عهد الرئيس الأمريكي روزفلت الذي أمر ببناء قناة تفصل بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ؛ وذلك لتسريع الحركة التجارية للسلع المختلفة، وتقليل التكلفة الإجمالية لرسوم النقل، مما نجم عن ذلك فصل الأمريكيتين عن بعضهما البعض.
يُشار إلى أنّ عدد القارات الكلي يبلغ أربع قارات، حسب التعريف الواضح الذي يُبيّن أنّ القارة عبارة عن كُتلة أرضية كبيرة المساحة تُفصل عن غيرها بمسطحات مائية طبيعية وليست صناعية كتلك القناة التي تفصل بين كلٍ من أمريكا الشمالية والجنوبية، وقناة السويس التي تفصل بين إفريقيا وأوراسيا، وتبعاً لذلك فإنّ القارات الأربع في العالم هي: أوراسيا أو يورافراسيا، وأمريكا، وأستراليا، والقارة القطبية الجنوبية،إلا أنه سيتم طرح السبعة قارات تبعًا لما هو معتمد أكثر.
تُعد آسيا أكبر قارات العالم بمساحة تُقارب 30% من المساحة الأرضية، كما تُصنّف على أنّها أكثر القارات اكتظاظاً بالسكان؛ إذ تحتضن ما يُقارب 60% من مجموع سكان العالم، وفيما يأتي أبرز خصائص قارة آسيا:
تحتل قارة أفريقيا المركز الثاني من حيث المساحة بين قارات العالم، إذ تبلغ مساحتها 30,065,000كم2، وتقع أفريقيا بين المحيط الهندي والمحيط الأطلسي، تحديداً في الجهة الجنوبية من قارة أوروبا.
تُعدّ أفريقيا موطنًا لأكبر صحراء في العالم والتي تبلغ مساحتها 4,619,260كم2، ويقع على أراضيها أطول نهر في العالم، وهو نهر النيل الذي يبلغ طوله 6,695 كم2، ويتحدّث السكان في قارة إفريقيا بما يزيد عن 1,000 لغة مختلفة.
تحتلّ أمريكا الشمالية المرتبة الثالثة بين قارات العالم من حيث المساحة، ويحدّها المحيط الأطلسي من الجهة الشرقية، والمحيط الهادئ من الجهة الغربية، وتحتوي قارة أمريكا الشمالية على 23 دولة مستقلة مُعترف بها بشكلٍ رسمي، وفيما يأتي أبرز خصائص هذه القارة:
تُعتبر رابع أكبر قارات العالم السبع، وتمتد قارة أمريكا الجنوبية بمسافة 7,640 كم من بونتا غاليناس في كولومبيا من الجهة الشمالية وصولاً إلى كيب هورن في تشيلي في الجهة الجنوبية، وفيما يأتي أبرز خصائص هذه القارة:
تبقى المعلومات محصورة وقليلة حول القارة القطبية الجنوبية، ويُعود السبب في ذلك بكونها آخر قارة اكتُشفت على الإطلاق؛ لذلك تُعدّ أكثر مكان مجهول على سطح الأرض.
تُؤثر هذه القارة بشكل حساس في النظام البيئي العالمي، والذي يلعب دوراً مهماً في التأثير على مستويات سطح المسطحات المائية كالمحيطات والبحار في ظروف بيئية عالمية تشهد ارتفاعاً لمستويات درجة حرارتها، وفيما يأتي أبرز خصائص هذه القارة:
تعدُّ أوروبا سادس أكبر قارات العالم مساحةً، إذ تبلغ مساحتها 10,360,000 كم2، وتُعتبر قمّة جبل إلبروس في القوقاز أعلى قمة في القارة بارتفاع يبلغ 5,633 م، وقمة مونت بلانك في جبال الألب الذي يبلغ ارتفاعه 4,807 م، وتُسجلّ أدنى بقعة في القارة 28 م تحت مستوى سطح البحر وهي سطح بحر قزوين.
تُعد قارة أستراليا أصغر قارة بين قارات الأرض، بمساحة تُقارب 7,692 مليون كم2، أي ما يُعادل 5% من المساحة الإجمالية لليابسة على كوكب الأرض.
تندرج أستراليا في قائمة أكبر الدول الست المُحاطة بالمياه من جميع جوانبها، كما تُعد سادس أكبر دولة في العالم بعد كلّ من: روسيا، وكندا، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل.
يُشير عُلماء الجيولوجيا بأنّ زيلانديا من القارات المُتأصلة منذ القِدم، وتبلغ مساحتها 4,920,000كم2 أي ما يُقارب ثلاثة أخماس مساحة قارة أستراليا، وهي من القارات المُقترحة التي لا تظهر على أنّها قارة.
يعود السبب في ذلك أنّ غالبيتها مُغطاة بمياه المحيط الهادي بنسبة 94%، ولكن عند التعمّق في مميّزات زيلانديا، لا بدّ أن تندرج مع أقرانها ضمن قارات العالم، وذلك حسبما ذُكر سابقاً بتعريف القارة وِفق علماء الجيولوجيا.
حيثُ إنّ القشرة القارية لزيلانديا منفصلة بشكلٍ تامٍ عن القشرة القارية لأستراليا، إذ تمتد زيلانديا عبر القشرة القارية وترتبط مناطقها عبر الجزر المختلفة، ويربطها جُزر كاليدونيا الجديدة في الجهة الشمالية والجنوبية، وجزيرة ستيوارت وجزر أوكلاند من الجنوب، وجزر تشاتام من الجهة الغربية، ويُذكر أنّ زيلانديا ترتفع بنسبة كبيرة حوالي 3,000 م فوق القشرة المحيطة بها.
يُشار إلى أنّ جُغرافيّة زيلانديا الفريدة من نوعها، كانت محطّ اهتمام الجيولوجيين لأكثر من قرن، ولاقت اهتماماً كبيراً من قِبل العديد من الأشخاص، على الرغم من ذلك فإنّه من غير المُحتمل ظهور زيلانديا قريباً بين خرائط العالم، وبشكلٍ رسمي ليست هنالك مجموعة رسمية قارية على المستوى الدولي، وليس من حقّ أي شخص التصويت لوجود خمس أو سبع قارات، لذلك وفي الوقت الحاضر تُعدّ الموافقة على وجود ثماني قارات من الأمور المُستبعدة كُلّياً.
يعود تاريخ وجود ما يُعرف بقارة أدريا الكبرى إلى ما يقارب 240 مليون عام، فهذه القارة التي تُشبه نيوزلندا، كانت جزءاً من الجزء الجنوبي لما يُعرف بقارة غندوانا (بالإنجليزية: Gondwan) والتي اشتملت على قارة أفريقيا، وقارة القطب الجنوبي، وأستراليا، وأمريكا الجنوبية.
اختلفت النظريات والأبحاث العلمية التي تُشير إلى كيفية تشكُّل القارات، ونشأتها، ومكان وجودها، والمسطحات المائية على سطح الكرة الأرضية، وفيما يأتي عرض لبعض النظريات التي فسرت نشأة القارات وتكوُنها:
(بالإنجليزية: Continental-drift theory) تشير هذه النظرية إلى أنّ جميع القارات الموجودة على الأرض كانت عبارة عن قارة واحدة قديمة عائمة، ثمّ انفصلت إلى أجزاء مُتعددة.
(بالإنجليزية: Convection-current theory) تقوم هذه النظرية على ظاهرة التيارات الحرارية التي تحدث في باطن الأرض، فيرى مؤيدو هذه النظرية في تشكُّل القارات أنّ تلك التيارات الحرارية قد كوّنت بفعل حرارتها طياً في القشرة الأرضية لتتشكّل القارات والجبال.
(بالإنجليزية: Accretion theory) تنصُّ هذه النظرية على أنّ قارات الكرة الأرضية والتضاريس قد تشكّلت نتيجةً لتراكم الصخور فوق ما يُعرف بمناطق الدرع القاري.