فوائد شرب القرفة

هناك أنواع مختلفة للقرفة منها: القرفة السّيلانيّة (بالإنجليزيّة: Ceylon) التي تُعدُّ سيريلانكا موطنها الأصلي، وهي الأقلّ انتشاراً، والأكثر تكلفة، ولونها بنيٌ فاتح، وتُستخدم للطهي، وتتميّز بجودتها وقوامها، أمّا النوع الآخر فهو القرفة الصينيّة (بالإنجليزيّة: Cassia) وموطنها الأصلي هو الصين، وهي الأكثر شيوعاً، ولونها بنيٌ محمرّ داكن، وقوامها أصلب من قوام القرفة السيلانية، وسنذكر في المقال فوائد هذه الأنواع.
تحتوي القرفة على كميّاتٍ كبيرةٍ من مضادّات الأكسدة القوية، مثل متعدد الفينول (بالإنجليزيّة: Polyphenols)، والتي تحمي الجسم من الضرر التأكسدي الناتج عن الجذور الحرة مما يقلل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
قد تفيد المركبات الموجودة في القرفة في التخفيف من الحالات الالتهابية المرتبطة بالعمر، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (Food & Function) عام 2015، فهي تحتوي على مضادات الأكسدة، وتمتلك خصائص مضادّةً للالتهابات، ومن الجدير بالذكر أنَّ الالتهابات قد تُفيد في بعض الحالات في مكافحة العدوى، وترميم الأنسجة التالفة، ولكنَّها تُعدُّ مشكلة عندما تكون هذه الالتهابات مزمنة.
إنّ شرب القرفة الصينية لا يُحسّن السيطرة على نسبة السُّكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمقدمات مرض السُّكري بشكلٍ ملحوظ، ومن جهة أخرى، يمكن للقرفة الصينية أنّ تخفّض نسبة السُّكر في الدم عند المصابين بمرض السُّكري، لذا يجب على مرضى السُّكري مراقبة علامات وأعراض انخفاض نسبة السُّكر في الدم عند استخدام القرفة.
تُساعد القرفة على التقليل من آلام الدورة الشهرية، إضافةً لدروها في التخفيف من النزيف، وألم عسر الطمث وما يرافقه من أعراض كالغثيان والتقيؤ، كما تُساعد على التخفيف من أعراض متلازمة تكيس المبايض، وذلك حسب دراسة سريرية نشرت في مجلة (Iranian Red Crescent Medical Journal) عام 2015.
إضافةً إلى ذلك لاحظت النساء اللواتي يُعانين من متلازمة تكيس المبايض، انتظاماً في دروتهنَّ الشهرية، وذلك عند استهلاكهنَّ لما يُقارب 1.5 غرام من القرفة يومياً مدة 6 أشهر، ولكن لم تتغير مستويات هرمونات كل من الإنسولين، والأندروجين لديهنّ.
أُجريت العديد من الدراسات لمعرفة تأثير القرفة في التقليل من خطر الإصابة بالسّرطان، وتخفيف أعراضه، ولكنَّها اقتصرت على الدراسات المخبرية، والدراسات التي تجري على الحيوانات، وقد وُجِد أنّ مُستخلص القرفة قدّ يُقلل من انتشار الخلايا السرطانية، وانتقالها، كما أنَّه يُثبط عامل النمو البطاني الوعائي الذي تؤدي زيادته إلى الإصابة بالأمراض، إضافةً لاحتوائهِ على مادة ألدهيد القرفة (Cinnamaldehyde) التي قد تقلل خطر الإصابة بالسرطان وذلك لدورها في تنشيط استجابة مضادات الأكسدة، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (European Journal of Medicinal Chemistry) عام 2019.
ومن جهة أُخرى فإنَّ القرفة الصينية تحتوي على كميّات وفيرة من مركب يُسمّى الكومارين (بالإنجليزية: Coumarin)، وقد يؤدي الإفراط في استهلاكه إلى تطور الأورام السرطانية في كلٍّ من الكبد، والرئتين، والكلى، ومن المعتقد أنَّ هذا المركب قد يُسبب تلفاً في الحمض النووي الصبغي (بالإنجليزية: DNA) مع مرور الوقت، ممّا يزيد خطر الإصابة بالسرطان، ومن الجدير بالذكر أنَّ الدراسات التي أُجريت حول هذا الموضوع مقتصرة على الحيوانات، لذا هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذا التأثير في البشر.
قد ساعد استخدام زيت القرفة الصينية على زيادة النشاط الجنسيّ لدى الفئران المصابة بضعف جنسيّ وسكري، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة ( International Brazilian journal of urology) عام 2019.
يُساعد تناول القرفة على التقليل من البروتين المتفاعل-C الذي يرتفع مستواه بفعل وجود الالتهاب، وبالتالي تقليل الالتهاب، كما لوحظ أنّ القرفة قللت من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل: انتفاخ المفاصل، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (American College of Nutrition) عام 2018، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
ساعد تناول القرفة الصينية على التحسين من أعراض فرط نشاط المثانة الناتجة عن الإصابة بتضخم البروستاتا، كما أنّ لها تأثيرًا في التحسين من حالة التبول اللإرادي، دون حدوث أي آثار جانبية محتملة، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (Medicine) عام 2019.
قد يساعد تناول القرفة وغيرها من الأعشاب ضمن النظام الغذائي على استرخاء العضلات، ويشار إلى أنّ 3 غرامات من القرفة والزنجبيل قد يُساعد على التقليل من آلام العضلات لدى النساء اللواتي يمارسن التمارين الرياضية بانتظام، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نشرت في مجلة (Avicenna journal of phytomedicine) عام 2017.
قد يُساعد تناول على التقليل من الغثيان والقيء الناجم عن آلام الدورة الشهرية دون أية آثار جانبية، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نشرت في مجلة (Iranian Red Crescent Medical Journal) عام 2015.
تُعدُّ القرفة الهندية (الاسم العلمي: syn. C. zeylanicum Blume) هي ذاتها القرفة السيلانية أو القرفة الحقيقية، حيث تعود في أصولها إلى ساحل مالابار في الهند إضافة إلى سريلانكا.
قد يُساعد استخدام زيت القرفة على التحسين من حالة المصابين بداء المبيضات أو ما يُعرف بالسفاد (بالإنجليزيّة: Candidiasis)، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نُشرت في مجلة (Special Care in Dentistry) عام 2021.
قد يُساعد تناول مسحوق القرفة على التقليل من مقاومة الإنسولين بشكلٍ ملحوظ، خاصةً لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نشرت في مجلة (Phytotherapy Research) عام 2017.
قد يُساعد تناول القرفة السيلانية على التخفيف من عدوى بكتيريا السلمونيلا.
قد يُساعد تناول مستخلص القرفة على تثبيط نمو فيروس الإنفلونزا، وذلك وفقًا لدراسة مخبرية نشرت في مجلة (Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine) عام 2020، إلّا أننا بحاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد فعاليته كمضاد للفيروسات.
كما ذُكر سابقاً يُساعد تناول القرفة على التقليل من ألم الحيض، والآثار الجانبية المرتبطة بعسر الطمث، مثل: الغثيان، والتقيؤ، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نُشرت في مجلة (Iranian Red Crescent Medical Journal) عام 2015.
أشارت الأبحاث إلى أنَّ استهلاك القرفة السّيلانية لا يُقلل من مستوى السكر في الدم لدى الأشخاص المسيطرين على السكري بشكلٍ جيد، ولكن أظهرت بعض الأدلة أنَّها ممكن أن تُساعد الأشخاص غير المسيطرين على المرض، إلّا أنَّ هذه الأدلة ضعيفة وغير مؤكدة.
تمتاز القرفة السّيلانية بقدرتها على تعزيز الإنزيمات المضادة للأكسدة مثل جلوتاثيون أس-ترانسفيراز (بالإنجليزية: Glutathione S-transferase)، والتي تساهم في إزالة السموم من الجسم، كما أنَّ القرفة تُثبط فوق أكسدة الدهون (بالإنجليزيّة: Lipid Peroxidation).
قد تقلل القرفة من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر حيث يقلل تجمّع جزيئات بروتين تاو (بالإنجليزية: Tau protein) غير الطبيعية، والمرتبطة بمرض ألزهايمر، إضافةً إلى أنّ المركبات الداخلية للقرفة قد تكون مفيدة للمصابين بمرض ألزهايمر، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (Pharmacological Research) عام 2018.
يُعدُّ تناول القرفة الصينية بكمياتٍ معتدلة في الطعام غالباً آمناً لمدّةٍ قصيرةٍ من الزمن، كما يُمكن استهلاكها بجرعات دوائية مدة قصيرة قد تصل إلى 3 أشهر، ولكن من المحتمل عدم أمان استهلاكها بجرعات عالية، كما يُمكن لتناول مركب الكومارين الموجود في القرفة بجرعاتٍ عالية أن يؤدي إلى الإصابة ببعض المشاكل الصحية لدى بعض الأشخاص، وخاصةً الذين يُعانون من حساسية، ولكنَّ تناولها باعتدال لا يمدّ الجسم بكميات الكومارين التي تُسبب الآثار الجانبية الخطيرة.
فيما يأتي ذكر محاذير استخدام تناول القرفة الصينية لبعض الحالات، والفئات العمرية:
تُعدُّ مكملات القرفة آمنةً لمعظم الأشخاص عند تناولها بالشكل الصحيح، وتُعد القرفة السيلانية غالباً آمنة عند تناولها بالكميات المستخدمة عادةً في الطعام، كما أنّ من المحتمل أمان استخدامها بالجرعات الدوائية، بجرعاتٍ منخفضة ولمدّة قصيرة تصل إلى 6 أشهر، ولكن تحتوي القرفة السيلانية على مركب الكومارين، والذي يمكن أنّ يؤثر سلباً على صحة الكبد إذا تم تناوله بكميات كبيرة ولفترة طويلة، وفي الوقت نفسه فإنَّ القرفة السيلانية تحتوي على نسبة أقل من الكومارين مقارنةً بالقرفة الصينية مما يجعلها آمنة أكثر.
ويجدر التنبيه إلى أنّ من المحتمل عدم أمان تناول زيت القرفة عن طريق الفم، إذ إنَّه من الممكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد، أو الأغشية المخاطية في المعدة، والأمعاء، والمسالك البولية، ومن الممكن أنّ يُسبب آثاراً جانبية، مثل: الإسهال، والتقيؤ، والدوار، والنعاس وغيرها، وفيما يأتي ذكرٌ لمحاذير استخدام القرفة الصينيّة لبعض الحالات:
تُستخرج القرفة من لحاء شجرة القرفة، وتُستخرج زيوتها العطرية من اللحاء، أو الأوراق، أو أغصان الأشجار، وتتوفر القرفة على شكل مسحوق، وكبسولات مستخلص القرفة، بالإضافة إلى الشاي، الذي يُمكن أن يُحضّر من خلال إضافة أعواد القرفة إلى كوبٍ من الماء، وغليه مدة 5 دقائق، ثم يُترك ليُنقَع في الماء مدة 10 دقائق قبل شربه.
أُجري عدد قليل من الدراسات حول تأثير القرفة الصينية في ضغط الدم، وقد اختلفت نتائج هذه الدراسات، فقد ظهر أنَّ استهلاك أحد المنتجات التي تحتوي على كلٍّ من القرفة، والزنك، والكالسيوم، للمرضى المصابين بارتفاع الضغط، والسُّكري من النوع الثاني، لم يكن له أيّ تأثيرٍ خافضٍ لضغط الدم، لذا ما تزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث حول تأثير استخدام القرفة في خفض الضغط.
بينما قد يُساعد استهلاك القرفة السيلانية من قِبل الأشخاص الأصحاء على التقليل من مستوى ضغط الدم الانبساطي والانقباضي في مستوى الضغط، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (BMC Complementary and Alternative Medicine) عام 2017، ومن جانب آخر يجدر التنويه إلى أنّ استهلاك القرفة السيلانية من قِبل الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم قد يقلل من مستوى ضغط الدم لديهم بشكل كبير.
لا توجد دراسات تبين ما إذا كان للقرفة فوائد خلال المراحل المتأخرة من الحمل، ومن جانب آخر تختلف درجة أمان استهلاك القرفة من قِبل المرأة الحامل بحسب نوعها، ويمكن بيانها كالآتي:
تختلف علاقة استهلاك القرفة في تأثيرها في الوزن بحسب نوعها، ويمكن بيانها كالآتي:
يمكن أن يستخدم لحاء القرفة الصينية للتخفيف من غازات البطن، والإسهال، ولتخفيف آلام المعدة، بالإضافة إلى امتلاكها خصائص مضادة للميكروبات. أمّا بالنسبة للقرفة السيلانية فلا توجد أدلة كافية على فعاليتها في التخفيف من اضطرابات المعدة.