وهي الكائنات المُنتمية إلى عائلة الفطريّات (بالإنجليزية: Fungi) المجهريّة المُوجودة في البيئات المُختلفة المُحيطة بنا، منها ما يُمكن أن يكون خطيرًا بعض الشيء، ومنه ما هو مُفيد للغاية، بالنسبة لعفن الخبز (بالإنجليزية: Bread Mold)، فينمو عن طريق استغلال المُركّبات الغذائيّة المُوجودة في الطعام، ليقوم بتكسيرها ثمّ امتصاصها بغَرَض التغذية.
إذ يُمكن تمييز العفن من خلال الألوان التي تُضفيها على قطعة الخبز، كلٌّ حسب نوع الفطريّات النامية من أبيض، وأخضر، وأصفر، إضافةً إلى الرمادي، والأسود وغيرها، مع الإشارة إلى أن تغيّر اللون يكون بحسب ظلّ تغيّر ظروف النموّ.
يصف العلماء شكل عفن الخبز تحت المجهر لتأخذ شكل الفطر المُصغّر، وفيما يأتي ذكر لأهم وأبرز أجزائها:
على غرار النباتات النامية في الطبيعة، يحتاج عفن الخبز إلى المادّة التي يتغذّى عليها وينمو من خلالها، ولكن طريقة النموّ ليست مُتشابهة على الإطلاق، إذ تنمو الفطريّات المُشكّلة لعفن الخبز لا جنسيًّا من خلال انتشار الأبواغ على قطعة الخبز الرطبة.
وبما أنّها لا تحتوي على مادّة الكلوروفيل للتغذي (المادّة التي التي تُستخدم لصنع السكّريات والنشويّات من الهواء والماء) فتتغذّى المُستعمرات على نتاج تفكّك الخبز إلى قطعٍ صغيرة بتأثيرٍ من المواد الكيميائيّة التي تُنتجها، وبذلك ينتشر نموّها شيئًا فشيء ويتشكّل العفن على الخبز.
لكلِ عمليّةٍ بنائيّةٍ في الطبيعة عوامل مُسهمة في تطوّرها ونجاحها، والتي تضمن استمراريّتها وتطوّرها، ومن أهمّها الآتي:
تتكاثر الفطريّات عن طريق امتصاص السكّريات الموجودة في الخبز الذي يحوي البيئة المثاليّة لنموّها بصورةٍ لا جنسيّة، فيُستخدم هذه المواد للتغذية وتطوّر المُستعمرات الفطريّة، وفيما يأتي دورة حياتها بشكلٍ مُبسّط:
تختلف أنواع عفن الخبز حسب اختلاف نوع الأبواغ الموجودة في البيئة، وهي كالآتي:
يُعدّ عفن الخبز الأسود (بالإنجليزية: Black Bread Mold) من أكثر أنواع العفن انتشارًا، و يمكن إيجاد عفن الخبز الأسود على الفواكه والخضروات البرية ، وخاصةً التي تنمو في بيئة رطبة، ويظهر عادةً كرقع زرقاء أو خضراء متشعبة على سطح الخبز، وعند تركه يتحول لون البقع إلى الأسود، ولا يعد تناول العفن الأسود خطيرًا، ولكنه يسبب بمشكلات صحية، مثل: الغثيان، أو سوء الهضم، أو التقيؤ.
يوجد عفن البنسيليوم (بالإنجليزية: Penicillium Bread Mold) بشكل منتشر في الخبز وأنواع أخرى من الأطعمة، وله أنواع مختلفة تكاد تبدو متشابهة ولا يمكن التمييز بينها إلا عند التحليل الدقيق، وتستخدم بعض هذه الأنواع لتطعيم الأغذية مثل الجبنة الزرقاء بينما يستخدم بعضها الآخر والتي تنتج جزيئات تسمى بالبنسيلين كمضاد حيوي.
وعادةً ما يظهر كرقع بيضاء أو رمادية أو سماوية متشعبة وهو لا يعد خطيرًا عند تناوله إلا في حال كان الشخص مصابًا بالحساسية، ولكن توجد أنواع من عفن البنسيليوم تنتج مواد تتسبب بالإصابة بالتسمم الفطري، الذي ارتبط بالإصابة بأنواع من السرطان وأمراض أخرى.
عفن الكلادوسبوريوم (بالإنجليزية: Cladosporium Bread Mold)، كما يُطلق عليه اسم عفن الخبز المبغثر، هو الأكثر تأثيرًا على الأشخاص المصابين بالحساسية، إذ يسبب العطاس والسعال والأزيز في حال التعرض له لفترة طويلة، وهو عادةً ما يظهر على سطح الخبز على شكل رقع تتفاوت في سوادها من الأخضر الداكن وحتى الأسود وله رائحة.
من المُهمّ معرفة أنّ عفن الخبز مُضرّ بالصحة ومن الضروري أخذ الحيطة والحذر وتجنّب استهلاك الخبز المُعفّن، مع ذلك، يُمكن لبعض أنواع الفطريّات المُكوّنة للعفن أن تتوظّف بشكلٍ مُفيد في الكثير من الاستخدامات الأخرى، كالآتي:
من جهةٍ أُخرى، هُناك مضار عديدة للخبز المُعفّن، أبرزها الآتي:
ولتفادي الإصابة بأضرار عفن الخبز العديدة، لا بد أن يُحفظ الخبز بطريقة صحيحة ، حتى لا تنتشر عليه أنواع العفن المختلفة.
يُعد ظهور عفن الخبز أمرًا شائعًا إذا ما توافرت البيئة المُناسبة لانتشاره، أهمّها الرطوبة ودرجة الحرارة، وقد يظنّ البعض أنّه غير خطير إذا ما تمّت إزالته وتناول الباقي، وهذا أمرٌ غير صحيح على الإطلاق، فيجب التخلّص من قطعة الخبز بالكامل، إذ يُمكن أن توجد بعض الخلايا الفطريّة غير المرئيّة، التي يُمكن أن تُسبّب الحساسيّة الخطيرة، فمن الواجب تجنّبها حِفاظًا على صحّتك.