يُعرّف المفعول لأجله أو ما يسمّى بالمفعول له عند أهل الّلغة أنه المصدرُ المنصوب الذي يُعلِّلُ حدثًا مُعينًا مع مُشاركته لزمانه وفاعلِه، مِثل: (درس عليٌّ طلبًا للعِلم)، فكلمة (طلبًا) هي مفعول لأجله منصوب يُبيّن عِلّة الدِّراسة، وهُنا فاعل الدِّراسة وفاعل طَلَب العِلم واحد، كما أنّ زمن الدِّراسة وطَلَب العِلم واحد كذلك.
وعلى هذا النّحو يُمكن اختصار مفهوم المفعول لأجله كما ذُكِر في كتاب (الّلمع البهيّة في قواعد الّلغة العربيّة) بأنّه “ما فُعِل الفِعلُ من أجلهِ”، ويُشبه هذا التّعريف ما قاله الزّمخشريّ فيه بأنّه “عِلّة الإقدام على الفِعل، وعلى جواب لمّه”، ويجب الإشارة إلى أنّ المفعول لأجله له يُسمّى كذلك بـ(المفعول من أجله) وهذا ما ذُكِر في كتاب (التّحفة السّنيّة شرح المقدمة الأجروميّة).
يجب الإشارة بدايةً إلى أن المفعول لأجله مصدر منصوب -كما قيل سابقًا- إلا أنه قد يأتي مجرورًا، حتى وإن استوفى جميع الشروط، وفيما يأتي شرح لصور المفعول لأجله الثلاث:
هو المصدر الذي يكون نكرة، لخلوّه من (أل) التّعريف، وعدم دلالته على أمر مُعيّن، وحُكمه النّصب في الأغلب أكثر من الجرّ، ويكون النصب في هذه الحالة أنسب، وفيما يأتي أمثلة لهذه الصُّورة:
هو المصدر المُعرَّف من خِلال الإضافة، وحُكمه جواز النّصب فيه أو الجرّ على نحو مُتساوٍ، وفيما يأتي أمثلة لهذه الصُّورة:
هو المصدر المُعرَّف بـ(أل) التّعريف، ويكون الجر هنا أنسب من النصب، وفيما يأتي أمثلة لهذه الصُّورة:
حدِّد/ي المفعول لأجله، واذكر/ي صُورته في الجُمل الآتية:
اكتب/ي جُملة مُفيدة لِصوُر المفعول لأجله باستخدام الكلمات الآتية:
(لؤيّ، قصيرة، قصّة، المُشاركة، كتب، في، الوطنيّة، رغبةَ، بالمُسابقة).
يكون حُكم المفعول لأجله النّصب في حالة اكتمال شروطه الثّلاثة التي وضعها ابن عقيل، وهي: (المصدريّة، وإبانة التّعليل، واتّحاده مع عامله في الزّمن والفاعل)، وفي حال فقدان أحد هذه الشُّروط الثّلاثة وجبَ أن يُجرّ بحرف تعليل مِثل (الّلام، مِن، في، الباء).
وفيما يأتي بيان تفصيليّ لشروط نصب الاسم على أنه مفعول لأجله:
مِثل (أسرعتُ في ركضي رغبةً لكسب السِّباق)، ففي الجُملة كلمة (رغبة) هي مصدر لفِعل (رَغِبَ: رَغْبةً)، وعلى عكس ذلك لا تعدّ جملة (كانت العرب تهاجر للعشب) مفعولاً لأجله، لأنها فقدت المصدرية، فالعشب سبب هجرة العرب، ولكنه ليس مصدراً.
مِثل (ضحك النّاس ابتهاجاً بالمسرحيّة)، فعِلّة الضّحك هُنا هو الابتهاج، وفي جملة (قصدتك ابتغاء مرضاتك)، وعلة القصد هنا الابتغاء.
مِثل (ضربته خوفاً من قتله لي)، فالخوف والضّرب في زمان واحد وللفاعل نفسه.
وإلا فكان مفعول مطلق، وبذلك يقول ابن جني: “اعلم أن المفعول له لا يكون إلا مصدراً، ويكون العامل فيه فعلاً من غير لفظه”، فلا يجوز قول (سجدت سجودًا لله).
وهي الأفعال الدالة على أمور معنوية قلبية، مِثل: (التّعظيم، والخشية، والخوف، والجُرأة، وغيرها)، ومِثال ذلك: (بكى خشيةَ فقدان أهله).
تدريب: صوّب/ي الخطأ الوارد في الجُمل الآتية ليكون المفعول لأجله صحيحًا وِفق الشّروط السّابقة:
يكون المفعول لأجله منصوبًا إذا استوفى جميع الشروط السابقة، ويسمى في هذه الحال (مفعول لأجله صريح)، وإلا فيتمّ جرّه بحرف الجرّ الذي يُفيد التّعليل، ويعتبرُ حينها في محلّ نصب مفعول لأجله، باعتباره (مفعول لأجله غير صريح)، والآية التالية تجمع كلاهما: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ)، ففي الآية (مِنَ الصَّوَاعِقِ) هي شبه الجملة في محلّ نصب مفعول لأجله، والمفعول لأجله هنا غير صريح، وكلمة (حذر الموت) هي مفعول لأجله صّريح.
يُعدّ الفِعل هو العامل الأصليّ في المفعول لأجله، إلّا أنّه هُناك العديد من العوامل الأخرى، وفيما يأتي العوامل موضّحة بالأمثلة:
تدريب: حدِّد/ي عامل المفعول لأجله في الجُمل الآتية واذكر/ي نوعه:
يجوز أن يتمّ تقديم المفعول لأجله على عامله في الجُملة، ومِثال ذلك: (طلبًا للرّضا أعمل في وُجوه الخير كُلِّها)، ففي الجُملة كلمة (طلبًا) هي مفعول لأجله منصوب مُتقدِّم، وكذلك في جملة (اعترافًا بفضلك أكرمتك).
فيما يأتي مجموعة من الأمثلة المتنوعة على المفعول لأجله:
اكتب/ي المفعول لأجله المُناسب في الفراغ مع الضّبط التّامّ
اجعل/ي لكلّ مصدر من المصادر الآتية مفعولًا لأجله في جُمل مُفيدة: