تعريف التفكير الناقد

يُعدُّ مصطلح التفكير الناقد أو التفكير النقدي (بالإنجليزية: Critical thinking) من المفاهيم الشائكة التي لم يتفق فيها علماء النفس على مفهوم واحد، فقد عرَّفه الفلاسفة والعلماء بعدة طرق مختلفة سنتطرق إليها في السطور الآتية.
فيما يأتي توضيح لتعريفات التفكير الناقد وفقًا لبعض الفلاسفة والعلماء:
عُرِّف التفكير الناقد كما حدده المجلس الوطني للتفكير الناقد بأنّه عبارة عن عملية ذهنية منضبطة تتمثل في استيعاب وتحليل وتقييم المعلومات المأخوذة عن طريق الملاحظة أو التجربة، أو نتيجة التواصل والاتصال كدليل على الاعتقاد والعمل، ويُعدُّ النموذج المثالي للتفكير الناقد هو التفكير الذي يُبنى على قيم فكرية عالمية كالوضوح، والدقة، والاتساق، والملائمة، والعمق، والأدلة الصحيحة، والاتساع، والإنصاف.
عرَّف الدكتور معن زيادة التفكير الناقد بأنّه مجموعة من المهارات التي يكتسبها الفرد لتساعده على إمكانية التحليل الموضوعي للأخبار والمعارف، بالشكل الذي يصبح فيه قادرًا على التمييز بين الفرضيات والتعليمات، وبين الحقائق والآراء بطريقة منطقية وواضحة.
أشار بيتر آي فاسيون إلى أنّ التفكير الناقد يتضمن نوعين من المهارات؛ وهما: المهارات الوجدانية، والمهارات المعرفية، ووصف المهارات المعرفية بأنها جوهر المهارات الوجدانية، فهي تتكون من:
استخدم الفيلسوف جون ديوي مصطلح التفكير التأملي أو المعاكس (بالإنجليزية: Reflective Thinking) في الفترة ما بين 1910م-1939م، إذ توصل إليه بالاعتماد على مفهوم الاستقصاء في الأسلوب العلمي، ووصف ديوي جوهر التفكير الناقد بأنه التأني في إصدار الأحكام إلى حين التحقق من الأمر، كما استخدم إدوارد جليسر مفهوم التفكير الناقد بشكل موسع، فقد شمل فحص كل من العبارات، والمعتقدات، والاقتراحات بكفاءة وفاعلية، مع الأخذ بعين الاعتبار الأدلة المتوافرة، والتي تعززها الحقائق المتعلقة بها بدلًا من اللجوء إلى إصدار النتائج بشكل عشوائي، ومما يجدر ذكره أنه تم استثناء مهارات حل المشكلات من كونها ضمن مهارات التفكير الناقد لدى روبرت إنيس وزملائه، فاعتمدوا على الأسلوب العلمي المبني على مهارات القياس والتقويم.
تكمن أهمية التفكير الناقد في كونه يعتمد على بناء طريقة سليمة في الحكم على الأشياء من خلال طرح الأسئلة للمساعدة على توضيح الصورة الكلية، ومن ثم عقد المقارنات بين الخيارات المتوفرة عن طريق دراسة جميع الحقائق التي تخص القضية، وتصنيفها لتحديد الاستنتاج الأنسب والأكثر صحة لحل المشكلة، بالإضافة إلى ما يأتي:
يتّصف التفكير الناقد الجيد بأن له مقاييس عدّة، ومنها ما يأتي:
للتفكير الناقد خصائص عدّة يمكن إجمالها فيما يأتي:
رغم عدم وجود معايير محددة للمهارات التي يمتلكها المفكّر الناقد، فإنّه يمكن تلخيص أهمها في عدة نقاط، وهي كالآتي:
تشمل طرق تحفيز التفكير الناقد على المستوى الشخصي استراتيجيات عدّة يمكن اتّباعها وهي كالآتي:
يمكن تلخيص أهم الطرق المتّبعة لتحفيز التفكير الناقد لدى الطلاب فيما يأتي:
من الصفات التي يجب على المفكر الناقد التحلّي بها ما يأتي:
من أهم العقبات التي تحول دون القدرة على تعليم التفكير الناقد ما يأتي:
يعقد النقاد عادة مقارنة بين التفكير النقدي وأنواع التفكير الأخرى عند تحليل النصوص الأدبية والكتب، إذ إنّ أنواع التفكير تختلف باختلاف المستوى الخاص بها، فيما يمكن تصنيفها ضمن فئتين: فئة أنواع التفكير ذات المستويات الدنيا وهو التفكير المصاحب للأعمال الروتينية العامة مثل تعبئة الأرقام بالمعادلات البسيطة، أو سرد المعلومات التي تم حفظها مسبقًا، وفئة أنواع التفكير ذات المستوى المرتفع إذ يتطلب القدرة على تحليل وتفسير المعلومات المتوافرة من خلال ربطها ببعضها بعضًا للوصول إلى استنتاجات منطقية واضحة.
وفي إحدى الدراسات تم تحديد أربعة مجالات للتفكير تضمنت شرح مهارات التفكير وأغراضه في تلك المجالات كما يأتي:
التفكير الناقد هو عملية عقليةٌ يومية مهمة تصاحب الإنسان، وتتضمن سلسلة من النشاطات الذهنية التي يقوم بها الدماغ عند التعرض لمثيرٍ ما يتم استقباله بإحدى الحواس الخمس، وتتم هذه العملية بشكل يعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري، وقد تم اعتبار هذا النوع من التفكير كمتطلب رئيسي لجميع فئات المجتمع بغض النظر عن اختلاف مراحلهم العمرية أو ثقافتهم أو ما يشغلونه من أعمال؛ نظرًا لأهميته الآتية من اعتبار الفرد الذي يمتلك تلك القدرات فردًا مستقلًا في تفكيره، وواعيًا للأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من المتغيرات في وطنه، لذا فقد لاقى مفهوم التفكير الناقد اهتمامًا كبيرًا من قبل التربويين، مما دفعهم لدراسة جوانبه المتعددة فبحثوا في ماهيته، ومهاراته، وطرق قياسه، ومعرفة العوامل المؤثرة على اكتسابه، بالإضافة إلى تحديد الميول والنزاعات التي تدفع الفرد لتوظيفه.