ولتوضيح أثر اللام الشمسية والقمرية على الكلمات التي تدخل عليها لنضرب مثالًا على كل منهما ولنبدأ باللام القمرية فمثلًا:
نستنتج مما سبق أن اللام الشمسية تؤثر على الكلمة التي تضاف عليها؛ فيصبح الحرف الذي يلي حرف اللام مشدد، بينما اللام القمرية لم تُحدث أي تأثير على الكلمة المضافة إليها.
عند إضافة اللام إلى كلمة شمس تصبح الشّمس وتلفظ الكلمة (أشّمس) أي أن اللام لا تلفظ بينما عند إدخال اللام على كلمة قمر تصبح الكلمة القمر تلفظ (الْقمر) أي أن اللام تلفظ وتكون حركتها السكون وبناء عليه فإن الحروف التي لا تنطق بها اللام سميت بالحروف الشمسية في حين يطلق على الحروف التي تنطق بها اللام بالحروف القمرية.
وهي: [ت / ث / د / ذ / ر / ز / س / ش / ص / ض / ط / ظ / ن / ل]
وقد جمعها أحد الشعراء في بيت الشعر التالي، وتتمثل الحروف الشمسية في أول حرف من كل كلمة من كلمات بيت الشعر التالي:
طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحِمًا تَفُزْ صِفْ ذَا نِعَمْ دَعْ سُــــوءَ ظَــنٍّ زُرْ شَـرِيفًا للكَــرَمْ
فهي: [أ / ب / ج / ح / خ / ع / غ / ف / ق / ك / م / ه / و / ي ]
وقد جمعت في جملة لتسهيل حفظها وهي : حجا غبي فك مخه وقع
لنأخذ بعض الأمثلة على اللام الشمسية والقمرية من القرآن وأبيات الشعر:
1) قال الله سبحانه وتعالى: [وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ] ﴿١﴾
هنا كلمة تين دخل عليها (ال) التعريف الشمسية فأصبحت التّين. وكذلك كلمة زيتون أصبحت الزّيتون.
2) وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
هنا دخلت اللام القمرية على الكلمتين (أمم، وأخلاق) ولم تؤثر عليهما.
3) [فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا] (11).
هنا دخلت اللام القمرية على كلمة كهف ولم تؤثر في حركة الحرف الذي يليها.
4) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿98﴾ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حتى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴿99﴾.
هنا دخلت اللام الشمسية على كلمة ساجدين لتصبح السّاجدين، فأصبح الحرف الذي يليها مشدد.
5) قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَةٌ وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُّيوفُ دَمُ.
هنا دخلت اللام القمرية على كلمة هند فأصبحت الهند فلم تؤثر عليها، بينما في كلمة سيوف دخلت اللام الشمسية فأصبح الحرف الذي يليها حرف مشدد.
وفيما يلي إليك مجموعة من التدريبات على اللام الشمسية والقمرية:
وفيما يلي سنعرفك إلى تفاصيل أشهر قصة لتعليم الصغار التفرقة بين ال التعريف الشمسية وال التعريف القمرية:
ومضمون القصة أنه كان هنالك عائلة، تُعرف باسم عائلة ال التعريف، رُزقت بتوأمٍ من الذكور المتشابهين، فأطلقت اسم الشمس على الابن الأول، وسمت الثاني القمر، وذلك لشدة جمالهما، وكبر الشمس والقمر.
وفهم الوالدان ما هي الألعاب، وما هي شقاوة الأطفال، فاشترى الأب ألعابًا لطفليه، وكانت هذه الألعاب حروف اللغة العربية، وعددها ثمانية وعشرون، وفجأة جلبت هذه الألعاب الخلاف بين الطفلين، فكل واحد طمع بما لدى الآخر، فتدخل الأب لفض النزاع، فقسّم الحروف إلى مجموعتين:
فأعطى الشمس أربعة عشر حرفًا وهي: {ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ن، ل}.
وأعطى القمر ما تبقى وهي أربعة عشر حرفًا، متمثلة في هذه المجموعة: {أ، ب، ج، ح، خ، ع، غ، ف، ق، ك، م، هـ، و، ي}.
وهكذا تم فض النزاع، وحلّ السّلام والحب والوئام بين الأخوين، وكل واحد وضع شرطًا على حروفه، فأجبر القمر حروفه على إظهار تبيان صوت اللام أما الشمس فكان شرطها: أن يدغم صوت اللام مع تشديد الحرف الذي يلي اللام، فيكون ظهور اللام مَخفيًا، وهذا من شدة طيبة الشمس.
