يُطلق مفهوم الحيوانات المهددة بالانقراض (بالإنجليزية: Endangered animals) على أنواع الحيوانات المعرضة لخطر الزوال، والاندثار لعدة أسباب أهمها موتها وانخفاض أعدادها حول العالم بشكل كبير ومفاجئ، أو فقدانها لموطنها البيئي، في وقت سابق استُخدِم مصطلح الأنواع المهددة بالانقراض للحيوانات والنباتات التي كانت مُعرضة لذلك.
يَزخر كوكب الأرض بالحياة فهو يضم آلاف الأنواع من الحيوانات الفقارية مثل: الزواحف، والأسماك، والطيور، واللافقاريات مثل: الحشرات، والقشريات، والأشجار، والبكتيريا، وغيرها الكثير من الكائنات الحية التي تعيش داخل أنظمة بيئية مُعقدة فمنذ بداية الحياة على الأرض انقرض ما يقارب 99.99% من أنواع الحيوانات وذلك لعدد من الأسباب، أهمها:
يُقوم البشر بقطع الأشجار والقضاء على الغابات في سبيل بناء المدن، وإقامة الطرق مُدمرين بذلك أماكن عيش عدد كبير من الحيوانات، والنباتات، والكائنات الحية الأخرى حيث تعيش داخل أعماق الغابات القديمة في شمال غرب المحيط الهادئ بعضًا من أقدم وأكبر الأشجار في العالم، ولعدة قرون ظلت أشجار تنوب دوغلاس “شجر الصنوبر دائم الخضرة”.
يُمثل التلوث البيئي مشكلة حقيقية وكبيرة تؤثر مباشرة على التنوع البيئي ويظهر ذلك بشكل جليّ من خلال القمامة والأكياس البلاستيكية التي تتشابك مع النباتات البرية نتيجة لإلقائها بشكل عشوائي، إضافةً إلى هطول الأمطار الحمضية التي تُساهم في تدمير الغابات أيضًا، عدا عن تسرب النفط في المياه وتسببه في قتل النباتات والكائنات البحرية.
يؤثر النشاط البشري بشكل سلبي ومباشر على المناخ، حيث يؤدي ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الناتج عن عوادم السيارات، وعوادم المصانع التي تعمل عن طريق احتراق الوقود الأحفوري، بالإضافة لتسبب تحلُل النفايات في مكبَّات القمامة، وزيادة تربية المواشي إلى ارتفاع نسبة الميثان في الهواء.
اعتبر الصيد قديمًا أي في عصور ما قبل التاريخ من الأدوار المهمة إلى جانب حصد النباتات لبقاء الإنسان على قيد الحياة، لكن الآن يتعامل الكثيرين مع الصيد على أنه هواية ترفيهية إذ يُقتل الملايين من الحيوانات سنويًأ بسبب هذه الهواية، ومنها ما يُصاب ويموت بشكل بطيء من الألم.
هذا وتُشير التقديرات إلى أن العائد المالي من عملية الاتجار غير المشروع في الكائنات الحية المختلفة، والنباتات تتراوح ما بين 8 مليار يورو إلى 20 مليار يورو سنوياً فهنالك أكثر من 300 نوع مهددة بالانقراض وفقاً للتقارير العالمية لجرائم الحياة البرية إذ يتم قتل ما يقارب 30.000 فيل، و 100 من النمور، وأكثر من 1000 من وحيد القرن سنويًا.
يُعد نقص التنوع البيولوجي أحد الأسباب المهددة لانقراض العديد من الحيوانات فبمجرد أن تبدأ أعداد الحيوانات في التضاؤل يُصبح هنالك أعداد قليلة منها، أو الكائنات التي تحمل النوع البيولوجي النقي لها لذا يُفضل أن تتزاوج الكائنات من أنواع غريبة عنها للحفاظ على التنوع البيولوجي وعدم الزواج من نفس النوع أو ما يسمى بزواج الأقارب.
يُعد النضال والصراع من أجل البقاء على قيد الحياة أسلوب مُتبع منذ قديم الأزمنة إلا أنه في بعض الأحيان تكون المباراة أكثر سرعة، وشراسة، وأكثر دموية، وأيضًا من طرف واحد فقط.
على سبيل المثال إذا تم زرع نبات أو حيوان من نظام بيئي آخر في نظام ما من غير قصد عن طريق مضيف بشري أو حيواني يمكنه التكاثر بشكل عشوائي حيث يعمل على مزاحمة الكائنات الأصلية في النظام ويُساهم في إبادتها وزوالها.
يُعد نقص الطعام والمجاعة الجماعية الطريق الأسريع والأكيد للانقراض خاصة وأن الكائنات الحية التي تعاني من الجوع تكون معرضة للأمراض والافتراس بشكل أكبر من غيرها من الكائنات مما يؤثر بصورة مباشرة وكارثية على السلسلة الغذائية.
الجدير بالذكر أن العلماء قد وجدوا أخيرًا طريقة للقضاء على داء الملاريا من خلال إبادة كل البعوض على وجه الأرض للوهلة الأولى يبدو بأنه خبر ساراً للغاية، لكن عند التفكير بتأثير ذلك على بقاء باقي الكائنات التي تتغذى على البعوض كالضفادع، والحيوانات التي تتغذى على الضفادع.
وهكذا حتى أسفل السلسلة الغذائية يستحق إعادة التفكير من أجل إيجاد حل آخر دون تهديد حياة الأنواع.
هناك مجموعة من الحيوانات التي بحاجة لحمايتها من الانقراض إذ يوجد حاليًا على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ما يقارب 41.415 نوعاً منها 16.306 نوعاً مهدد بالانقراض، وهو في ارتفاع وازدياد عن الأعوام السابقة حيث تُصنف هذه الأنواع على أنها مهددة بالانقراض إذا انخفضت أعدادها بنسبة تتراوح ما بين 50% إلى 70%.
تُعد الغوريلا من المخلوقات الرائعة التي تشترك مع البشر في حمضها النووي بنسبة تُقارب 93%، فَهُم قادرون على الشعور بالعواطف وفي بعض الأحيان تشاركنا نفس التصرفات حتى أنها تضحك، وهنالك نوعان رئيسيان من الغوريلا الشرقية والغربية إلا أن هنالك 3 من كل 4 أفراد مُصنفة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
ويعود تراجع أعدادها في الغالب إلى الصيد الجائر، وفقدان الموائل، والمرض، بالإضافة لكونها من أكثر الحيوانات التي تتعافى ببطء، كما تتمتع بمعدل إنجاب منخفض حيث تلد الإناث مرة كل 4 إلى 6 سنوات أي قد تتكاثر الأنثى الواحدة ثلاث أو أربع مرات خلال حياتها فقط.
يُعد وحيد القرن الجاوي هو أكثر الأنواع المهددة بالانقراض حيث يتراوح عددها حالياً ما بين 46 إلى 66 فرداً وجميعهم يقطنون في حديقة أوجونج كولون الوطنية في إندونيسيا.
يتعرض نوعان من السلاحف البحرية لخطر شديد من الانقراض وهما سلاحف منقار الصقر (بالإنجليزية: Hawksbill Turtles)، وسلاحف كيمب ريدلي (بالإنجليزية: Kemps Ridley Turtles)، أما السلاحف جلدية الظهر (بالإنجليزية: Leatherback Sea Turtles) تُصنف أيضًا بأنها معرضة للخطر.
حيث يُعد الصيد أحد أكبر التهديدات للسلاحف البحرية فيتم استهداف لحومها، وجلودها من قبل الصيادين، كما أنها مُعرضة لفقدان موطنها، والتلوث، وتغير المناخ، وتُحدد درجة الحرارة الرمال جنس صغار البيض فكلما كانت درجة الحرارة أكثر دفئاً يعني أن هنالك إناثاً تنمو داخل البيوض.
تُعد الحيتان الزرقاء من أكبر الحيوانات على كوكب الأرض؛ إلا أنه يوجد في الوقت الحالي أقل من 25 ألف حوت حول العالم حيث تعيش في جميع المحيطات حول العالم باستثناء القطب الشمالي، وقد انخفض عددها بنسبة تصل إلى 90% بسبب صيدها الجائر في القرن العشرين، بالإضافة لخطر تعرضها للاصطدام بالسفن، ووقوعها في شباك الصيد.
تُعرف الباندا العملاقة بأنها من الحيوانات العملاقة الجذابة فالجميع يحب الباندا لمظهرها الخارجي اللطيف، وهي من الحيوانات المهددة بالانقراض لذا فقد دعت جمعيات الحفاظ على البيئة لعمل مشاريع داعمة لحفظها وحمايتها، إلا أن أكبر تهديد للباندا العملاقة هو البشر، وتدمير الموائل، وتعرضها للمجاعة حيث بلغ عددها في موطنها الأصلي الصين 2500 فرد.
يُعتقد أن الصيد الجائر للنمر السيبيري أكبر خطر يُهدد حياته للاعتقاد السائد بأن عظامه وأعضائه تتمتع بقدرات علاجية سحرية، إضافةً إلى قطع الأشجار، وحرقها، وتقليص أعداد الموائل لمثل هذه الحيوانات التي تحتاج إلى مساحات عشبية واسعة لتتغذى حيث بقي عام 2014م أقل من 4 آلاف نمر في البرية؛ وبالتالي حظرت الصين الصيد الجائر والاستهلاك للحيوانات المهددة بالانقراض.
يبلغ عدد الأفيال الآسيوية ما يقارب من 40 إلى 50 ألف موزعة على 13 دولة وقد يكون عددها تناقص في الوقت الراهن، يقطُن 50% من الفيلة الآسيوية في الهند وفي أنحاء آسيا الأخرى مما يخلق صراعات على المساحة والموارد، وعلى الرغم من أن أنيابها صغيرة مقارنة بنظيراتها الإفريقية، إلا أنه لا تزال تُصطاد من أجل العاج، ولحومها، وجلودها.
يُعد نمر الثلج من السنوريات يستوطن السلاسل الجبلية ولكنه مرتبط بالنمور أكثر، بقي منه في البرية حوالي 6500 نمر، يتواجد العدد الأكبر منها في الصين ومنغوليا مع وجودها بكثرة أيضًا في الهند و قيرغزستان، تتغذى على الأغنام الزرقاء، وتيس الجبل، كما تتغذى على بعض الحيوانات الأليفة، ويُشكل الصيد الجائر خطر كبير على بقاء نمر الثلج على قيد الحياة.
انخفض عدد شياطين تسمانيا بنحو 60% بسبب سرطان مُعدٍ يُصيبهم يُعرف باسم مرض ورم الوجه السرطاني الذي استمر في القضاء على الأنواع التي تعيش في جزيرة تسمانيا الأسترالية، وقد بقي 10 آلاف كائن فقط تم الاعتناء بهم بشكل فردي وتطوير لقاح لمعالجتهم من السرطان.
يعد إنسان الغاب واحدًا من أندر الحيوانات بالعالم ، ويُشبه إلى حد ما الشامبنزي والغوريلا وهو أيضاً من أكبر الثدييات المعروفة بقدرتها المعرفية الكبيرة، حيث ينحصر وجودها في جزيرة سومطرة وبورنو في جنوب شرق آسيا، ويصل عددها الآن إلى أقل من 60 ألف وفقاً لدراسة أُجريت عام 2004م.
يقع على عاتق كافة البشر حماية الحيوانات من الانقراض، فيما يلي بعض الطُرق التي يُمكن اتباعها لذلك.