في الحقيقة أن أسباب انقراض الحيوانات كثيرة ومتعددة والحيوانات المهددة بالانقراض هي الأخرى كثيرة في حالة لم تحصل على الحماية المطلوبة من قبل الإنسان، لا سيما أن معدلات الانقراض تتسارع بشكل ملحوظ إذ يرى الباحثين أنها زادت بمقدار (1000 إلى 10.000) مرة.
وذلك بسبب النشاط الذي يمارسه الإنسان خلال حياته على كوكب الأرض، ويحصل الانقراض بالنسبة للحيوانات عندما تموت آخر عينة معروفة منه دون أن تترك خلفًا وراثيًا لها، إذ إن أكثر من 99% من الكائنات الحية التي كانت متواجد على سطح الأرض أصبحت غير موجودة الآن.، ولعل من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انقراض الحيوانات ما يلي:
يعد تدمير الموائل السبب الأكبر لانقراض الحيوانات في الوقت الراهن، وذلك بسبب إزالة الغابات وقطع ما فيها من أشجار وهذا بدوره أدى إلى انقراض الكثير من الحيوانات خاصة تلك الحيوانات التي تعيش في نظم بيئية متكاملة في الغابة، ما يؤدي إلى احتمالية اختفاء معظم الغابات المطيرة في المئة عام القادمة إذا ما استمر الإنسان على سلوكه الحالي.
التنوع الجيني هو الاختلاف والتنوع الموجود داخل كل نوع من أنواع الحيوانات، إذ يسمح هذا الاختلاف الجيني لها بالتكيف مع التغيرات التي تحدث في البيئة، ومما لا شك فيه كلما زاد التنوع الجيني كلما ساعدها على البقاء أكثر وعدم تعرضها للانقراض، ويحدث فقدان التنوع الجيني عندما تتزاوج الحيوانات من ذات النوع أو الأسرة.
وبالتالي يصبح لديها تنوع جيني قليل كما هو عند الفهود التي يرى العلماء أنها مرت بفترات طويلة من زواج النوع الواحد من الأسرة، لذا أصبح لها تنوع جيني ضئيل، ونتيجة لذلك أصبحت قليلة التكيف مع التغيرات التي تحث في البئية بنفس سرعة باقي الحيوانات الأخرى، وهو الأمر الذي يعرضها لخطر الانقراض بشكل أسرع.
الجدير بالذكر أن النشاط البشري قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان التنوع الجيني، خاصة مع كثرة العادات السيئة التي يمارسها بعض البشر والمتمثلة بالصيد العشوائي والجائر لبعض الحيوانات وهو الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض أعداد هذه الحيوانات.
غالبا ما تؤدي علميات الصيد الجائرة للحيوانات إلى استنفاذ بعض الأنواع من الحيوانات أو بقاء أعداد قليلة منها تكون عرضة للانقراض والاختفاء من كوكب الأرض في أي وقت،
إذ غالبًا ما يستهدف الإنسان الحياة البرية من خلال قتل أو أسر الحيوانات ولعدة أسباب مثل قتلها للحصول على الغذاء أو من أجل الريش أو الفراء أو الزيت أو الدواء.
يساهم الاحتباس الحراري في التأثير على الغلاف الجوي وهو بدوره يؤثر بشكل كبير على أشكال وأنماط الحياة لجميع الأحياء الموجودة على سطح الأرض ومنها الحيوانات، وحقيقة أن المعلومات المعروفة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراتها المباشرة على حياة الحيوانات لا تزال لم يكتشف جميع جوانبها.
غالبًا ما يؤثر التلوث على حياة الحيوانات فيعرضها للانقراض، والتلوث له صور عديدة مثل إدخال مواد كيميائية سواء للتربة أو الماء أو الهواء وهذا من شأنه أن يتداخل مع عملية التمثيل الغذائي للحيوانات التي لا تستطيع التكيف معها فتموت جراء ذلك واحدة تلو الأخرى،
ويمثل التلوث الهوائي بإدخال العديد من الملوثات مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجي إما ملوثات التربة والماء فتشمل المعادن مثل الزئبق والرصاص والكادميوم وحبيدات الآفات ومركبات مبيدات الأعشاب،
إذا تعمل هذه العناصر سويا وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تسارع في معدلات الانقراض ويلاحظ أن الحيوانات ذات الأحجام الكبيرة والنادرة هي الأكثر عرضة للانقراض أكثر من الصغيرة التي يمكن أن تتكيف مع بعض الأحوال البيئية الملوثة.
حقيقة أن لكل صنف من الأحياء دورًا يمثله ووظيفة يشارك بها في النظام البيئي، وفي حال موته أو فقدانه لأي سبب من الأسباب فإن هذا الأمر من شأنه أن يُحدث خللًا في النظام البيئي بشكل كامل فيفقد التوازن والتنوع البيولوجي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تغير النظام البيئي بالكامل وتعرض السلسة الغذائية للخطر وغيرها من العواقب الوخيمة.
لطالما كانت النظم البيئية متوازنة وهي هبة من الله عز وجل، ولكن مع حدوث الانقراض لبعض الأنواع من الحيوانات لأي سبب من الأسباب قد يؤدي إلى إخراجها من السلسة الغذائية، وبالتالي يؤثر بالمجمل على النظام البيئي.
لعل من أخطر العواقب التي تترتب على وقوع الانقراض لبعض الحيوانات هو انقطاع السلسلة الغذائية أو تعرضها للخطر؛ إذ إنه لطالما كان لكل نوع من الأحياء وظيفة في النظام البيئي بشكل عام وفي السلسلة الغذائية بشكل خاص وبالتالي فإن موته أو فقدانه من شأنه أن يؤدي إلى حدوث انقطاع في السلسلة الغذائية.
من العواقب الخطير لتعرض الحيوانات للموت ولخطر الانقراض هو فقدان الثروات الطبيعية التي تدخل في صناعة الأدوية العلاجية، والتي تستخدم في علاج كثير من الأمراض الخطيرة وغير الخطيرة، لا سيما أن الكثير من الأدوية يتم تصنيعها باستخلاص المواد الكيميائية من بعض الحيوانات.
أيضًا من العواقب المهمة لحصول الانقراض بالنسبة لبعض أنواع الحيوانات هو ما يصيب النباتات التي تعتمد في عملية التلقيح الخاصة بها على الحيوان، فعلى سبيل المثال يقوم النحل بتلقيح الكثير من أنواع النباتات.
لا سيما أن تلك النباتات التي تشكل جزء كبير من النظام الغذائي الذي يعتمد عليه الإنسان في حياته اليومية، وبالتالي فقدان عنصر التلقيح يعرض النباتات لخطر الانقراض هي الأخرى على المدى البعيد.
انقراض الحيوانات من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد، حيث أجرت الأمم المتحدة دراسة خلصت فيها أن استمرار فقدان أنواع مختلفة من الحيوانات من شأنه أن يؤثر بنسبة 18% على ناتج الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050م.
وحقيقة أن العديد من الصناعات تتأثر سلبًا بفقدان بعض الحيوانات مثال ذلك، فقد أضر كثيرًا فقدان أعداد كثيرة من النحل في عملية صناعة العسل على مستوى العالم والتي تبلغ قيمتها خمسين مليار دولار في السنة الواحدة، كما تشكل فقدان سمك القد قبالة سواحل نيوفاوندلاند بسبب الصيد الجائر إلى تدمير الحياة الاقتصادية للصيادين المحلين في المنطقة.
يوجد العديد من الحلول التي يمكن للإنسان اتباعها للتقليل من خطر تعرضها للانقراض، ولعل من بين تلك الحلول ما يلي: